في تطوّر من المرجح أن يثير جدالاً، أعلنت شركة «أي بي أم» IBM للكومبيوتر أن فريقاً من باحثيها من العاملين في الحوسبة المعرفية («كوغنتف كومبيوتنغ» Cognitive Computing)، وهي علم يحاول تقليد ذكاء دماغ الإنسان في الإحساس والإدراك والعمل والتفاعل والمعرفة، حقّق قفزة نوعية بصنعه حاسوباً يشابه في ذكائه دماغ القطة. وبقول آخر، ارتقى الكومبيوتر بفضل الذكاء الاصطناعي، فاستطاع أن يصل الى مستوى القطة ذكاء وإدراكاً. وحسب «أي بي أم» يتميز هذا الدماغ الاصطناعي أيضاً بأنه لا يستهلك سوى القليل من الطاقة، وكذلك بحجمه المُدمج، ما يقرّبه من «شبيهه» عند القطط. واستطاع الفريق تحقيق هذا الانجاز بفضل تطوّرين مهمين. إذ استطاع الفريق التقدّم في مجال التشبيه بالذكاء الاصطناعي لأعمال القشرة الخارجية للمخ Cerebral Cortex، وهي المنطقة التي تنهض بأعمال الإدراك والتكامل بين الوظائف والإداء الحركي والتحكّم العصبي وغيرها. واستطراداً، يقدر أن أكثر البشر ذكاء لا يستعمل سوى نسبة صغيرة من تلك القشرة. ومن ناحية ثانية، ابتكر الفريق أسلوباً متطوّراً في مجال التكامل بين المعطيات العصبية. وساهم هذان الأمران في توصّل فريق الحوسبة المعرفية لصنع رقاقة الكترونية تتمتع بمستوى متقدّم من الإداء المعرفي للذكاء الاصطناعي. وأجرى فريق «أي بي أم» تجربة متطورة، بالتعاون مع فريق مماثل في جامعة باركلي، تضمنت الارتقاء بالذكاء الاصطناعي للكومبيوتر، بحيث يُشابه إداء القشرة الدماغية للقطة. ويُشابه «العقل» الالكتروني الذي طوّره فريق «أي بي أم» دماغاً فيه بليون وحدة عصبية، بمعنى أنها تتضمن 10 بلايين نقطة تعلّم. وأُعلن عن هذا الانجاز الضخم في مؤتمر متخصص بالحوسبة الفائقة («سوبر كومبيوتنغ» Super Computing)، استضافته مدينة أوريغن في ولاية بورتلاند. وفي سياق الإنجاز عينه، أجرى الفريق نفسه تجربة على تركيب إلكتروني متطوّر يستطيع رسم خريطة للإتصال بين الأعصاب في قشرة الدماغ والمناطق التي تليها في عمق الدماغ. وتعتبر هذه التجربة، التي كانت ضمن مجموعة من التجارب الجانبية المُشابهة، من التطوّرات المحورية في فهم الطريقة التي يستخدمها الدماغ في التعامل مع المعلومات. من المستطاع الحصول على مزيد من التفاصيل عن هذا الخبر في موقع الشركة: أي بي أم. كوم/ريسرتش ibm.com/research.