لا تفرق أجواء الثمامة الربيعية في جذبها لسكان العاصمة بين المواطنين والمقيمين أو بين العزاب والعائلات، فالكل يعترف بسحرها وإكسابها المتعة والبهجة وتبديدها الطقوس الاجتماعية وروتين العمل اليومي. وتتمكن متنزهات الثمامة بمساحتها الشاسعة من احتواء جميع من يفد إليها، إذ تتعالى الرغبات تجاهها في هذه الآونة بسبب عطلة الحج وتحسن الجو الذي يزيده رذاذ المطر جمالاً، للخروج من ضغوط فصل الصيف وحرارته العالية. ويوضح عبدالله الحاتم (طالب جامعي) أنه يحرص على الخروج إلى هذه الأماكن في أوقات كهذه، «لأن من شأنها أن تنتشل الشخص من الضغوط الدراسية التي كانت تلازمه، وتسهم في إعطائه قسطاً لا بأس به من الراحة النفسية». ويقول: «اعتدت على حضور تلك الأجواء برفقة أصدقائي في رمال الثمامة، كوننا شباباً وليس لنا ملجأ تنفيسي غيرها، إلا أن وجودي في هذا الوقت يشعرني بأنني أزورها للمرة الأولى». ويذكر أبو فيصل (ربّ أسرة) أن فترة الإجازة فرصة لإخراج أسرته من طقوسها المنزلية والروتينية عبر الثمامة ومتنزهاتها ورمالها التي تجذب الغالبية لا سيما في مثل هذه الأجواء. ويقول: «أحرص على تناول وجبة الغداء أو العشاء في الثمامة برفقة أبنائي، للخروج عن المألوف واستغلال عامل الأجواء الجميلة». أما «هواية التطعيس» فيجد محبوها في الثمامة مكاناً أنسب لممارستها، ويشير صلاح الحنو إلى أن قمة متعته تتحقق في وجوده فوق رمالها برفقة سيارته التي تزيد من بهجته وهو يمارس بها التطعيس، ويضيف «الثمامة تعتبر ملاذاً لفئة الشباب، لذا نحن نلجأ إليها باستمرار، ونحرص على أن نطيل فيها البقاء في ظل تحسّن الأجواء مثل هذه الأيام». وتذكر أم عبدالعزيز (ربّة منزل) أن الخروج إلى الثمامة بات لا يقتصر على أسرتها فقط، وإنما يمتد إلى الالتقاء بالأقارب والمعارف، «من المفترض استغلال هذه الأجواء التي لا تأتي إلا خلال فترة معيّنة من السنة». وتضيف: «اعتدت على القيام بدعوة أقاربنا لمشاركتنا هذه الأجواء الجميلة والاستمتاع بعيداً عن الملل المنزلي»، مشيرة إلى أنها تحرص على الجانب الاجتماعي وتستغل هذه الأماكن لتعزيزه.