شهدت أسواق الأغنام في منطقة جازان تضارباً في أسعار الأغنام، واتهم رعاة الأغنام النازحون من المناطق الجبلية تجار السوق باستغلالهم، نظراً لحاجتهم لبيع جزء من ماشيتهم لعدم توافر المراعي وارتفاع كلفة تربيتها في تهامة، إضافة إلى معارضة البلدية لتربية الماشية داخل المساكن. ويذكر أحمد حيدر أن وجود النازحين تسبب في انتعاش أسواق الأغنام وتأرجح الأسعار من 700 ريال إلى 1600 خلال الأسبوع الذي سبق العيد، مؤكداً أن تجار السوق يشترون أغنام الرعاة النازحين بأسعار بخسة، ثم يبيعونها للنازحين وسواهم بأسعار عالية، خصوصاً مع زيادة الطلب على الأغنام مع حلول عيد الأضحى. فيما لجأ بعض النازحين من مربي الماشية إلى دمغ أغنامهم بعلامات معينة لتمييزها عن غيرها، كما تفعل عائلة محمد علي التي تصبغ أغنامها بلون محدد لتعرف به، ويسهل العثور عليها في حال السرقة والضياع أو النفوق والحوادث، وفي الغالب ما يتم استخدام القطران أو الحناء في وضع العلامات المميزة. وتشير إحدى الفتيات التي يملك والدها أغناماً إلى أن والدها لم يبع أغنامه،لأنه تعرض لمحاولة استغلال، مضيفة: «تردد المشترين على الخيمة والحظيرة يضايقنا منذ نزوحنا حتى الآن، فتجار الماشية من المستغلين لا يكفون عن الطلب معتقدين اننا نفضل الخلاص من أغنامنا». من جهة ثانية، أبدت مريم شراحيلي امتعاضها من مساومة المشترين والتجار واستغلالهم وضعها كنازحة، تقول: «منذ أن نزحت من قريتي واستقريت في المسكن الجديد، لم يكف الناس عن مساومتي على أغنامي وعرض أسعار متدنية، ومنهم من يقول لي إن البيع السريع أفضل لكي تتفادي سرقة أغنامك، في محاولة منهم لإخافتي وإجباري على البيع». في حين ينبه أحد الزائرين لسوق أبوعريش ويدعى محمد حاكمي إلى خطورة تناقل الإشاعات بين النازحين، التي ينسجها غالباً المستفيدون. وترددت إشاعات بين النازحين عن وجود عصابات تسرق أغنام النازحين، وعن نية «المسلحين» تسميم الأغنام، وعن هبوط أسعار الماشية بعد العيد، ما جعل بعض النازحين يسارع بالبيع بأسعار متدنية، لتباع بضعف السعر بعد خروجها من الحظيرة، وهناك من يقايض النازحين خارج المخيم والذين لم يستطيعوا نقل أمتعتهم بمكيف أو غسالة أو أية سلعة بدل الخروف.