استرجع صحافيون «مخضرمون» أمس، ذكريات بداية عملهم، حين كانوا يكتبون موادهم الصحافية بالقلم، ويرسلونها بواسطة الهاتف والفاكس، والصور من طريق جهاز «يونايتد برس»، بعد أن اضطروا للعودة إليها، إثر انقطاع التيار الكهربائي عن المخيمات في مشعر منى. وبدت المقار الصحافية في حال استنفار من الساعة الواحدة بعد الظهر وحتى أربع ساعات انقطع فيها التيار الكهربائي، تمثل ذروة العمل الصحافي واستقبال المواد والصور. وقال الزميل أحمد الأحمدي إن إرسال المواد الصحافية من المشاعر المقدسة، قبل الكمبيوتر والإنترنت كان يستغرق وقتاً طويلاً. مشيراً إلى أن المصورين كانوا يرسلون الأفلام إلى الاستوديوهات الموجودة في خارج المشاعر المقدسة، وبعد أن تظهر الصور يتم إرسالها بواسطة جهاز شبيه بجهاز «السكانر» يسمى ال «يونايتد برس»، من مقر البعثات الصحافية في منى. وأضاف إن الصور المرسلة بواسطة ذلك الجهاز كانت تظهر بالأسود والأبيض، ويتم بعدها وضعها في الصفحة، ما يستغرق وقتاً طويلاً، مشيراً إلى أن تلك حالة كانت تطبقها الصحف التي تصدر من الرياض والدمام، أما الصحف التي تصدر من مكةالمكرمةوجدة فإن المصورين يذهبون مباشرة إلى مقار الصحف وإظهار الصور فيها. وأوضح أن المحررين كانوا يعانون أيضاً في كتابة المواد الصحافية، مضيفاً: «كان إرسال المواد يتم من طريق الهاتف وبعدها تطور إلى استخدام الفاكس، أما الآن فإن الإنترنت مكّن الصحافيين والمصورين من إرسال موادهم وصورهم مباشرة إلى مسؤول تحرير الصفحة، من دون الاضطرار إلى إعداد كتابة المواد ونسخ الصور». من جانبه، قال مدير بعثة صحيفة عكاظ الزميل هادي الفقيه إنهم في الصحيفة أعدوا خطة بديلة في مثل هذه الحالات، مضيفاً أن زملاءه الصحافيين استعانوا بخمسة أجهزة كمبيوتر محمولة، لإرسال المواد والصور الصحافية. وقال صحافي جديد أنه لا يعرف كتابة المواد الصحافية بواسطة القلم والورق، مشيراً إلى أنه يستخدم الكمبيوتر للكتابة، موضحاً أنه اضطر إلى التوقف في فترة انقطاع الكهرباء على رغم أن المواد الصحافية كثيرة وكان يعمل عليها. ولم تقتصر «العطلة» على الصحف، فحتى القنوات الفضائية اضطرت إلى إيقاف إرسال موادها الإعلامية، بسبب توقف أجهزة «المونتاج».