على رغم أن الحرب التي شنتها القوات المسلحة السعودية في الحدود الجنوبية ضد «المتسللين»، بعد اعتدائهم على أفراد حرس الحدود، أكملت أسبوعها الثالث، إلا أن نسبة كبيرة من المواطنين غير مدركين تماماً لما يجري في «الميدان». ويلوم غالبيتهم وسائل الإعلام لعدم نقلها للوقائع العسكرية بدقة ووضوح، مشيرين إلى عدد من الأخطاء «الفادحة» التي ارتكبها صحافيون في التلفزيون أو الصحافة، من خلال نشرهم لصور ومعلومات غير دقيقة. وذكر سائق التاكسي محمد مجرشي إلى أنه يقيم في جازان لكنه لا يعرف ما الذي يحدث بالضبط في ميدان الحرب الذي لا يبعد كثيراً عن مكان عمله. وقال ل «الحياة» إن الصحف والقنوات الفضائية التي يتابعها يومياً تزيد من حيرته، وأضاف: «كل صحيفة تأتي بمعلومات مختلفة، وحين أفتح التلفزيون على القنوات الفضائية أسمع معلومات أخرى مغايرة»!. وانتقد عسكري متقاعد مستوى الصحافيين المشاركين في تغطية الحرب، وقال إن على الصحف مسؤولية تخصيص «مراسل حربي» يكون مؤهلاً لكتابة التقارير الصحافية الجيدة، ويكون ملماً في المصطلحات والمفاهيم العسكرية. وأشار إلى أنه لم يقرأ أو يشاهد حتى الآن تقريراً صحافياً «محترفاً»، مضيفاً أن على «المراسل الحربي» تقديم قراءة عامة عن الأحداث العسكرية، لتضع القارئ والمشاهد في أجواء الحرب. وذكر بعض الأمثلة التي يجب أن تغطي بشكل واضح حتى يكون هناك تصور واضح عن مجريات الحرب، مثل أساليب وطرق «المتسللين» في الاعتداء، تنقلات وحدات القوات المسلحة السعودية وتمركزها في الميدان، إبراز الدور الإنساني الذي تتعامل به القوات المسلحة، مع المدنيين في الجانب السعودي واليمني، وحتى مع «المتسللين» الذين يتم القبض عليهم. وفي المقابل، دافع الصحافيون عن أنفسهم بالإشارة إلى أن المتسبب بعدم وضوح الصورة هو غياب «المعلومة»، متطلعين إلى قيام المركز الإعلامي الذي تم تدشينه أمس في تقديم المعلومات الكاملة للصحافيين عن الحرب، ليتم توضيحها بتقارير صحافية متكاملة. ولفتوا إلى أن عدم دخولهم خطوط النار الأمامية أدى إلى عدم وضوح الرؤية لهم بداية، ومن ثم فإنهم ليسوا قادرين بدرجة كافية على نقلها للقارئ والمشاهد. وأشاد الصحافيون بمبادرة «القوات البرية» في تنظيم زيارات لوحداتها المشاركة في الحرب، وتقديم دورات قصيرة لهم للتعريف بالمفاهيم والمصطلحات العسكرية. من جانبه، أكد مصدر عسكري على أهمية وسائل الإعلام، مشيراً إلى أن القوات المسلحة أعطت في بداية الحرب مسألة حماية المواطنين في القرى الحدودية، وتأمين الحدود من محاولات التسلل الأولوية القصوى. وكشف ل«الحياة» عن اهتمام القيادة العسكرية بضرورة توفير كل السبل التي تعين الصحافيين على أداء عملهم، وتنظيم زيارات مؤمنة لهم إلى الخطوط الأمامية.