كابول، واشنطن – رويترز، أ ف ب - أعلن فضل أحمد فقيريار نائب المدعي العام الأفغاني أمس، ان وزيرين استدعيا للتحقيق معهما في مزاعم بارتكاب جريمة اختلاس. وأشار الى ان التحقيق يشمل مسؤولين آخرين أيضاً. وقال: «إذا لم يحضر الوزيران لاستجوابهما فنملك وسائل قانونية أخرى لالزامهما بهذا الامر»، علماً ان الرئيس الافغاني حميد كارزاي الذي انتخب لولاية ثانية تعهد تحت ضغط الغرب معالجة آفة الفساد المتفشية في الحكومة والادارات. في غضون ذلك، رأى ديبلوماسيين وخبراء عسكريون ان مشروع كابول لتعزيز عدد الجيش والشرطة خلال خمس سنوات، تمهيداً لانسحاب الجنود الاجانب المنتشرين في البلاد حالياً، ويناهز عددهم مئة الف جندي «طموح اكبر من الواقع»، علماً ان الناطق باسم وزارة الدفاع ظاهر عظيمي اكد رغبة كابول في رفع عدد الجيش من 100 الى 150 الف عنصر بحلول 20 آذار (مارس) 2010، وصولاً الى 240 الف عنصر في المستقبل، وعدد عناصر الشرطة من 97 الى 160 الفاً «ضمن مهلة لا تزال قيد البحث». وتعاني افغانستان من تفشي الامية بين الشبان، ويزيد عدم تجاوز فترة التدريب العسكرية الثمانية اسابيع الشكوك في القدرة القتالية للعناصر. وتواجه السلطات تحدي العثور على ضباط وضباط صف ذوي خبرة يستطيعون الاشراف على المتطوعين الجدد. وجرى تخريج دفعة اولى من 120 تلميذاً ضابطاً هذه السنة بعد دورة اعدادية استمرت اربع سنوات في المدرسة الحربية الوطنية. وتتفاقم المشاكل بالنسبة الى رجال الشرطة الذين يتقاضون رواتب اقل، ويتعرضون لهجمات المتمردين اكثر من الجيش. وقال ديبلوماسي غربي في كابول رفض كشف اسمه: «لا مجال لتجنيد هذا العدد من المتطوعين. ان اعلان هذه الارقام يرتبط بهدف سياسي، في وقت يخضع الافغان لضغوط الولاياتالمتحدة من اجل زيادة عدد قواتهم». وتعتبر قوات الحلف الاطلسي (ناتو) ان فرار عناصر وادمان المخدرات عاملان يرهقان الجيش الافغاني. وأشار قائد هيئة اركان قوات الحلف الجنرال الالماني ايغون رامس ان 10 آلاف جندي خضعوا لتدريبات من اصل 94 الف جندي فروا حتى الآن، فيما قدر نسبة الجنود الافغان الذين يتعاطون المخدرات ب 15 في المئة. وأوضح ان الشرطة، التي قتل احد عناصرها خمسة جنود بريطانيين في الثالث من الشهر الجاري، تعاني من المشاكل ذاتها اضافة الى الفساد، و «اعتبر تدريبها سيئاً حتى الآن». وتكبدت هالمؤسستان خسائر فادحة في الارواح هذه السنة، يتوقع ان تبلغ 800 قتيل في صفوف الجيش و1500 في صفوف الشرطة. وسيبت الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال الايام القليلة المقبلة في احتمال ارسال عشرات الآلاف من الجنود الاضافيين الى افغانستان، والذين سيكلف قسم منهم تدريب القوات الافغانية، فيما يخضع مدنيون أميركيون لتدريبات في بلادهم على تنفيذ مهمات حقيقية في أفغانستان. ويستقبل مجمع متداعٍ في غابات انديانا حالياً مئات من المتخصصين الزراعيين والمحامين والاقتصاديين وغيرهم من الخبراء المدنيين في محاكاة لأرض الواقع في افغانستان. وتتطلع وزارة الخارجية الأميركية إلى إرسال 974 مدنياً الى أفغانستان بحلول نهاية السنة، بعدما كان العدد 320 في كانون الثاني (يناير) الماضي. لكن هذا العدد ما زال صغيراً لبلد تمزقه الحرب، علماً ان السفارة الأميركية في كابول طلبت ارسال 300 فرد إضافي على الأقل. ويمثل الفساد موضوع التدريب الرئيسي للمشاركين في التدريبات، والذين يبلغ غالبيتهم الأربعينات والخمسينات من العمر. وهم يؤدون وظائف حكومية أو في سن التقاعد، ويتطلع بعضهم الى المغامرة، في حين لا يملك آخرون أهدافاً أكثر سمواً. ويتركز التدريب على التعاون الوثيق مع الجيش، في اطار الفرق الإقليمية لإعادة الإعمار التي استخدمت أيضاً في العراق. الى ذلك وقعت الولاياتالمتحدة اتفاقاً ينص على تقديم 38.7 مليون دولار ل27 ولاية افغانية استأصلت زراعة الافيون من اراضيها، او خفضتها في شكل ملحوظ، علماً ان البلاد تعتبر المنتج الاول للافيون في العالم. وأعلن مسؤول برامج التنمية في السفارة الاميركية انتوني واين ان بلاده تساند منذ سنوات مكافحة المخدرات في افغانستان التي «تطرح مشكلة خطرة تطاول العالم باسره والافغان انفسهم»، مشيراً الى ان المبلغ سيساهم في تمويل برامج التنمية والزراعات البديلة في اطار مبادرة لارساء الحكم الرشيد. وقال وزير مكافحة المخدرات في افغانستان الجنرال خديداد: «نأمل بأن تخلو اربع او خمس ولايات جديدة من زراعة الافيون العام 2010، علماً ان ثلاث ولايات افغانية فقط خلت من زراعة الافيون العام 2005. ميدانياً، قتل 4 جنود اميركيين خلال الساعات ال24 في هجمات شنت في جنوبافغانستان وشرقها. وقضى اثنان منهم في انفجار عبوة يدوية الصنع في الجنوب، وثالث برصاص اطلقه المتمردون خلال هجوم آخر. كما قتل جندي رابع في انفجار عبوة مماثلة شرق البلاد. ورفع ذلك الى 481 عدد قتلى الجنود الاجانب في البلاد منذ مطلع السنة، بينهم 297 اميركياً، علماً ان 295 جندياً اجنبياً سقطوا في افغانستان العام الماضي.