رحبت حركة «حماس» بإعلان محمد العمادي، رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، الثلثاء بدء تنفيذ مشروع تموله حكومته، لبناء ألف وحدة سكنية للذين تهدمت منازلهم كلياً خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، ونوّهت في بيان ب «الجهود المباركة التي تبذلها قطر من أجل إعادة إعمار البيوت المدمرة». وكان العمادي أعلن في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الأشغال العامة والإسكان في حكومة التوافق الفلسطينية شرق مدينة غزة أن «قطر وعدت في مؤتمر المانحين، ونحن اليوم ننفذ الوعد ببناء ألف وحدة سكنية مبدئياً للمهدمة بيوتهم كلياً. وأشار المسؤول القطري الذي وصل إلى غزة مساء الإثنين عبر معبر بيت حانون (ايريز) شمال قطاع غزة والذي تديره إسرائيل، إلى أن «منحة قطر البليون دولار ستذهب جميعها لإعادة إعمار قطاع غزة». وفي تشرين الأول (اكتوبر) وعد المجتمع الدولي في مصر بتقديم مساعدة بقيمة 5.4 بليون دولار للفلسطينيين يتم تخصيص نصفها لإعادة إعمار غزة التي دمرتها عمليات القصف الإسرائيلية. لكن بعد مرور أكثر من ستة شهور على انتهاء الحرب الإسرائيلية التي استمرت أكثر من خمسين يوماً وتضرر خلالها أكثر من مئة ألف منزل كلياً أو جزئياً، تبدو عملية الإعمار متعثرة بسبب منع إسرائيل إدخال مواد البناء بكميات كافية وعدم توفر الأموال اللازمة من المانحين. وحذرت الأممالمتحدة وعدد من الوكالات الدولية من أن الإخفاق في إعادة إعمار غزة سيقود إلى تفاقم النزاع في المستقبل القريب، وحضت إسرائيل على رفع الحصار الذي تفرضه على القطاع منذ ثماني سنوات. إلى ذلك، طالب سياسيون ومهندسون مختصون وأعضاء في اللجنة الوطنية للإعمار بممارسة ضغط شعبي حقيقي على الأطراف المسؤولة التي تعطل عملية إعادة الإعمار وتتواطأ وتقصر في تنفيذها، ودعوا إلى تشكيل لجنة تحقيق في شبهات بالفساد في توريد الإسمنت من جانب بعض الشركات، والتلاعب في المواصفات. كما طالبوا بإشراك كفاءات وخبرات مهنية ومهندسين من القطاع في عملية إعادة الإعمار، ووقف سياسة التهميش في حقهم، وذلك من خلال لجنة وطنية مهنية مستقلة بعيداً من المؤسسة الرسمية.