في محاولة لبعث روحها من جديد ونفض غبار الحروب والحصار والاحتلال وسيطرة الجماعات المسلحة والميليشيات التي حولتها الى «قندهار» أخرى، اختارت وزارة الثقافة محافظة البصرة (590 كم جنوب بغداد) كعاصمة للثقافة العراقية للعام 2009. وافتتح امس وزير الثقافة ماهر الحديثي فعاليات البصرة عاصمة للثقافة العراقية في قاعة المركز الثقافي النفطي وبحضور مثقفين وشعراء وفنانين عراقيين. وتتضمن الفعاليات التي ستستمر طيلة العام الحالي اقامة مهرجانات مسرحية وسينمائية وموسيقية وشعرية متنوعة ومعارض للكتاب. وتحاول وزارة الثقافة جذب الانتباه مرة اخرى الى مدينة البصرة التي كانت مدرستها اللغوية تنافس المدرسة الكوفية مقر الخلافة الاسلامية وجمجمة العرب وروح الاسلام، كما تحاول إحياء تراثها الغابر وإعادة مدينة الجاحظ والفراهيدي كقبلة للثقافة، بعد ان عانت لعقود من اهمال اتعب وجهها الجميل المشرق التي استحقت معه ان يطلق عليها اسم «عروس الخليج العربي» ما حولها الى مدينة اشباح يعبث بها الجهلة ويوزعون فيها الموت المجاني فحرموها امسياتها الجميلة التي كانت تبعث فيها الفرح موسيقى لا تنقطع الا مع اذان الفجر، وكان ليلها يتوزع بين الطرب والشعر والمسرح. وفي محاولة لاعادة جزء من ذلك الماضي كشف محافظها المنتهية ولايته محمد مصبح الوائلي خلال كلمة له في الاحتفال عن «عزم الحكومة العراقية بناء دار اوبرا في المحافظة، لتكون الاولى في الخليج». وكانت وزارة الثقافة قررت أن تكون البصرة عاصمة للثقافة العراقية لعام 2009 في قرار اعلنه وكيل الوزارة جابر الجابري أثناء فعاليات ملتقى المربد الإبداعي الذي عقد في المدينة في شهر ايار (مايو) من العام الماضي.