سجل منسوب مياه الأمطار في العراق منذ بداية الخريف ارتفاعاً كبيراً للمرة الأولى منذ سنوات تميزت بالجفاف وجعلت هطول كميات كبيرة من الأمطار حدثاً مهماً للفلاحين والمزارعين الذين أقاموا ولائم في الأرياف ابتهاجاً بري مساحات واسعة من منطقة الجزيرة. وتوقع المزارع أحمد الراوي، عضو لجنة الزراعة في منطقة الجزيرة، في مقابلة أجرتها معه «الحياة» ان يبلغ انتاج محصولي الحنطة والشعير هذه السنة مستويات جيدة، قد تغطي قسماً كبيراً من حاجة العراق من هذين المحصولين الاستراتيجيتين. وأكدت عضو اللجنة النيابية الاقتصادية والاستثمار عامرة البلداوي اقتراب العراق من إبرام صفقة زراعية، تعد الأكبر من نوعها حتى الآن. وقالت ل «الحياة» ان التعديلات التي طرأت على قانون الاستثمار الرقم 13 لعام 2006، تشجع على الاستثمار في القطاع الزراعي، وتتيح المجال لاستئجار الأراضي الزراعية لفترات طويلة، خصوصاً بعد رفع الحظر عن ملكية الأجانب للأراضي في العراق. ولفتت إلى ان اللجنة العليا للمبادرة الزراعية التي يرأسها رئيس الوزراء نوري المالكي تعمل على تنمية القطاع من خلال تشجيع المستثمرين والشركات للاستثمار في المشاريع الانتاجية الزراعية الكبيرة، مشيرة إلى ان المبادرة الزراعية حددت أولويات للمحاصيل الزراعية التي تحتاجها البلاد وتنفق مبالغ كبيرة لاستيرادها من الخارج، إذ وضعت محصول الحنطة والشعير والأعلاف على رأس المحاصيل التي تحتاج إلى استثمارات، ومن ثم الخضار ومشاريع تربية المواشي والدواجن وبيض المائدة ومشاريع الصناعات التحويلية. وكشف رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سامي الأعرجي عن قرب إبرام العراق صفقة ببلايين الدولارات مع شركة إماراتية رفض الإفصاح عن اسمها، تتولى تأجير أراضٍ زراعية لفترات طويلة، وتقضي الصفقة بزراعة الحنطة والشعير، وتركيب نظام لادارة المياه، ولفت إلى ان المشروع لن يكون مشتركاً بل سيكون استثماراً مباشراً واقتساماً للإنتاج.