أكد الأمين العام لجائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه الدكتور عبدالملك بن عبدالرحمن آل الشيخ ل«الحياة»، أن موارد مياه الشرب في المملكة العربية السعودية متباينة المصادر، وقال إن «مياه البحر المحلاة تعد المصدر الأهم للمدن الساحلية والمدن الكبرى في المنطقة الوسطى (تعتمد منطقة مكةالمكرمة اعتماداً كلياً على التحلية)، أما مناطق الجنوب الغربي فتعتمد على مياه الأمطار (الآبار الضحلة) ومياه السدود، وتعتمد المدن الأخرى على المياه الجوفية. ويأتي حوالى 60 في المئة من موارد المياه المستخدمة للشرب بصفة عامة من مياه التحلية ومعظم البقية من المياه الجوفية، أما مياه الصرف المعالجة فتمثل نسبة ضئيلة جداً». ونبه الأمين العام لجائزة المياه إلى أن مياه المدن يتم جمع حوالى 50 في المئة منها لمعالجتها في 81 محطة معالجة في المملكة، تتجاوز طاقتها 3400 مليون متر مكعب في اليوم (ما يقارب 1250 مليون متر مكعب في العام)، إذ تتم معالجتها معالجة ثنائية وثلاثية في جميع المحطات، والبقية 50 في المئة إما أنه لم يتم جمعها أو لم تعالج. وفي بعض المدن يتم تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى الأودية مما يزيد الأخطار الصحية والبيئية، لافتاً إلى أن نسبة المياه المعالجة لا تتوافق مع نسبة الاستفادة منها (إعادة الاستخدام)، إذ يتم الاستخدام الفعلي لحوالى 15 في المئة من مياه المعالجة لأغراض الزراعة أو الصناعة فقط، (أي نحو 200 مليون متر مكعب في العام). واستطرد آل الشيخ مبيناً أن «الاستهلاك السنوي الكلي من المياه في المملكة العربية السعودية بلغ أكثر من 21 بليون متر مكعب، يستهلك القطاع الزراعي منها أكثر من 80 في المئة، و12 في المئة للأغراض البلدية، والبقية للأغراض الصناعية بما في ذلك عمليات استخراج النفط». وتابع: «ثلاثة أرباع المياه (أكثر من 75 في المئة) تأتي من موارد جوفية غير متجددة وحوالى 12 في المئة من موارد جوفية متجددة، والبقية تأتي من المياه السطحية (السيول والأمطار والمياه المحتجزة خلف السدود) ومياه البحر المحلاة، إضافة إلى نسبة ضئيلة لا تتجاوز 1 في المئة من مياه الصرف المعالجة». وأضاف: «بلغت كميات المياه الموزعة على السكان أكثر من 2500 مليون متر مكعب في العام 2012، من خلال شبكات مياه المدن أو الصهاريج (الوايتات) للمناطق النائية، لمقابلة الحاجات المائية المنزلية التي تتزايد بمعدل نحو 6 في المئة كل عام للسنوات العشر السابقة». ولفت أمين جائزة المياه إلى أن استهلاك الفرد اليومي في المملكة يراوح بين 100 و300 لتر في اليوم، بمعدل وطني يصل متوسطه إلى نحو 240 لتراً في اليوم للفرد، ويعد هذا المعدل عالياً، مقارنة بالمعدلات في الدول الأوروبية أو حتى دول الشرق الأوسط.