قصف الجيش السعودي بالطائرات والمدفعية الأرضية فجر أمس، مجموعة كبيرة من المسلحين تمركزت فوق جبل رميح الحدودي، في محاولة للهجوم والاعتداء على الأراضي السعودية، ونتج عن القصف خسائر بشرية فادحة في جانب المسلحين. وأوضحت مصادر عسكرية ل«الحياة» أن القوات المسلحة تصدت لمتسللين في جبل «رميح» على الشريط الحدودي بين السعودية واليمن، كانوا ينوون القيام بأعمال مسلحة داخل الأراضي السعودية، إلا أن وحدات من المشاة البرية والبحرية إضافة إلى المدفعيات الأرضية وطائرات الأباتشي، شاركت في المواجهات مع المسلحين. وقالت المصادر إن الهجوم نتج عنه خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في صفوف المسلحين على الشريط الحدودي، مؤكدة أن نسبة نجاح القناصة السعوديين في إصابة أهدافهم نحو 100 في المئة. وأشارت إلى أن الجيش السعودي بعد أن نجح بضرب المسلحين في جبل «رميح» واصل عمليات التمشيط، مستخدماً الطيران الجوي الهجومي والاستطلاعي، وتم قصف مواقع أخرى في جبل الأحمر ووادي الموقد. وقالت: «شوهدت سحابة هائلة من الدخان الأسود استهدفت موقع أسلحة للمسلحين المتسللين». وأكدت المصادر إلى أن الهجوم لم ينتج عنه أي اصابات في صفوف الجيش السعودي، من خلال التركيز الدقيق في توجيه الضربات على جبل رميح ودخان وأم الدود، إضافة إلى عمليات التمشيط المستمرة ومراقبة الأراضي السعودية بواسطة الوحدات العسكرية على خط النار. من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة ل«الحياة» إن الجهات المختصة أنشأت مركزاً ثالثاً لإيواء النازحين من القرى الحدودية بعد أن تعرضوا منذ أسبوعين إلى اعتداء مسلح من المتسللين، شمال مركز الإيواء الأول في أحد المسارحة. وأشارت المصادر إلى أن القائمين على المركز - تشرف عليه المديرية العامة للدفاع المدني في جازان - جهزوا عدداً من الخيام التي تتسع لأكبر عدد من النازحين الذين تزايدت أعدادهم خلال الفترة الأخيرة، بعد أن أخلت القوات المسلحة 240 قرية حدودية من سكانها، في إطار ضم هذه القرى إلى منطقة الحظر العسكرية. إلى ذلك، استقبل سكان مركز الشقيري في جازان الجندي أول مظلي محمد زين، الذي تعرض إلى إصابة خلال مشاركته في صد هجوم من المسلحين على الأراضي السعودية، وتلقى زين علاجه في المستشفى العسكري في الرياض، معبراً عن رغبته في العودة إلى خط النار بعد شفائه من إصابته. يذكر أن تعزيزات عسكرية وصلت أول من أمس إلى منطقة جازان، ضمت آليات ثقيلة ومتوسطة وخفيفة، في مؤشر واضح على إصرار السعودية على ردع المعتدين بأسرع وقت ممكن.