اعتبر الوزير العُماني المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله، أن العرب وأراضيهم ومقدساتهم باتوا «سلعة التهديد المتبادل بين إيران وإسرائيل» على خلفية البرنامج النووي الإيراني. لكنه أشار الى أنه لا يرى مصلحة لطهران في «إيذاء أي بلد عربي». واستدرك، رداً على سؤال عن موقفها من الصراع بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين: «كما قيل في الماضي: إذا خطِفت سفينة في البحر الكاريبي، يكون وراءها جمال عبدالناصر». و أكد الوزير، في حديث الى «الحياة» في نزوى حيث رافق السلطان قابوس بن سعيد في جولته على الولايات العُمانية، أن مجلس التعاون الخليجي تجاوز مسألة انضمام اليمن الى عضويته ولكن «ستكون بين الجانبين علاقة خاصة جداً». وشدد على أن المملكة العربية السعودية «قادرة على التعامل مع الوضع» بعد اعتداء المتمردين الحوثيين على أراضيها و «تستطيع أن تحمي حدودها وأن تردع الحوثيين وغيرهم، ونحن في مجلس التعاون نقف صفاً واحداً». (نص الحديث) وسئل بن علوي عن إمكان استكمال مسار المصالحات العربية، إثر الانفتاح السعودي – السوري، والمبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتحقيق تلك المصالحات، فأجاب أن لدى الملك عبدالله «مشاعر عربية جيّاشة، ويريد أن يجمع العرب على الأقل بالحد الأدنى للتفاهم. إن إيمانه بمستقبل الأمة العربية لا يتزعزع». وزاد: «إذا رأينا أن الحالة تستوجب أن نتحدث في أمر مع شقيق فلا نتردد. أما أن نعالج ملفات ونتولى وساطات، فهذا غير وارد» لدى مسقط. ورداً على سؤال، قال بن علوي أن الفتنة المذهبية في المنطقة «احتمال بعيد... وستستقيم الحال إذا اقتنع الغرب بأن مصلحته ليست في إثارة الفتنة». وأبدى تفاؤله ب «عودة العراق قوياً بعد مرحلة الانسحاب الأميركي» من أراضيه، معرباً عن ارتياحه الى تشكيل «حكومة التوافق» اللبنانية. الى ذلك، حمّل بن علوي أحزاب المعارضة اليمنية المنضوية في «اللقاء المشترك» مسؤولية التعاون مع الحكومة لإيجاد حلول لأزمات اليمن، مستبعداً تشرذم هذا البلد. ونبّه الى ضرورة «ألا تستمر المعارضة في معارضتها للحكومة، وألا تستمر الحكومة في البحث عن كيفية التخلص من هذه المعارضة»، داعياً الى «حوار وطني يستوعب الجميع» وحده كفيل ب «حل أزمة الشمال وأزمة الجنوب» في اليمن. وشدد على أن دول الخليج لم تكن تتوقع «أن تصل العلاقات العربية – الأميركية الى هذا المستوى»، خصوصاً بسبب موقف واشنطن المتراخي إزاء الاستيطان الإسرائيلي وتهويد القدس. وأعلن أن «السيادة المطلقة لدولة يهودية لا يعيش فيها إلا اليهود حلم (إسرائيلي) لن يتحقق»، مقراً بأن تبادل الفلسطينيين الاتهامات و «التنابذ بالألقاب لا يبشّر بالخير» في سياق الجهود المصرية لإنجاز المصالحة بينهم.