بعد نصف قرن على قمع وحشي لمسيرة دخلت التاريخ من أجل المطالبة بالحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة، دعا الرئيس باراك أوباما أمام آلافٍ في مدينة سلما بولاية الاباما، إلى متابعة النضال لمكافحة التمييز العنصري، معتبراً المسيرة مصدر إلهام للثوّار في العالم. وفي 7 آذار (مارس) 1965، قمعت الشرطة بعنف متظاهرين مسالمين على جسر «ادموند بيتوس»، في ما عُرف باسم «الأحد الدامي». وبعد أسبوعين على تلك المسيرة، غادر آلاف من الأشخاص، على رأسهم القس مارتن لوثر كينغ، سلما إلى مونتغوميري عاصمة آلاباما على بعد نحو 90 كيلومتراً، ووصلوا في موكب ضخم بعد أيام. وفي 6 آب (أغسطس) 1965، وقّع الرئيس الديموقراطي ليندون جونسون «قانون حقوق التصويت» الذي يضمن حق التصويت للجميع، بعد إزالة عراقيل كثيرة أمام تسجيل الأميركيين الأفارقة أسماءهم على اللوائح الانتخابية. وأمام أكثر من 40 ألف شخص، دعا أوباما إلى رفض منطق «اختفاء العنصرية»، مستدركاً: «إذا فكّرتم أن لا شيء تبدّل، اسألوا شخصاً عاش في سلما أو شيكاغو أو لوس انجليس في خمسينات» القرن العشرين. وأضاف: «لسنا في حاجة إلى تقرير فيرغسون لمعرفة أن هذا الأمر ليس صحيحاً». ويشير بذلك إلى وثيقة نشرتها وزارة العدل الأسبوع الماضي تشير إلى سلوك تمييزي للشرطة في المدينة الواقعة في ولاية ميسوري، والتي شهدت اضطرابات عنيفة بعد مقتل شاب أسود برصاص شرطي أبيض. وتابع: «يكفي أن نفتح عيوننا وآذاننا وقلوبنا، لنعرف أن ظلّ التاريخ العنصري في هذا البلد ما زال يخيّم علينا». وزاد: «عام 2015، بعد 50 سنة على (تظاهرة) سلما، هناك قوانين في هذا البلد وُضعت لجعل التصويت أكثر صعوبة». وسأل: «كيف يمكن أن يحدث ذلك»؟ ولفت إلى الوقع الحاسم لمسيرة سلما السلمية على «مصير» الولاياتالمتحدة، معتبراً أنها ما زالت مصدر إلهام ل «ملايين الأشخاص» في العالم. وزاد: «في شوارع، من تونس إلى ساحة ميدان في اوكرانيا، يمكن لجيل من الشبان ان يستمدوا قوتهم من هذا المكان».