تألقاً لافتاً للكرة الإيطالية شهدته القارة الأوروبية في الأسبوع الماضي، إذ نجح كل ممثلي «الكالتشيو» في التفوق خلال مشاركاتهم الدولية وعلى رأسهم يوفنتوس، الذي تغلّب ذهاباً على بوروسيا دورتموند بهدفين في مقابل هدف في دور ال16 من دوري أبطال أوروبا، فيما تأهل إنترميلان وروما ونابولي وفيورنتينا وتورينو إلى دور ال16 من مسابقة «يوروبا ليغ»، ونجح «الإنتر» في تجاوز عقبة سيلتك الأسكتلندي، فيما تخطى روما نظيره أيندهوفن الهولندي، ونجح نابولي في الفوز على طرابزون سبور التركي، واستطاع المصري محمد صلاح أن يقود فيورنتينا إلى انتصار ثمين على توتنهام الإنكليزي، فيما رافق تورينو مواطنيه إلى ثمن النهائي بعد ملحمة خاضها مع الإسباني أتلتك بلباو. تلك النتائج الإيجابية وعلى رغم أن السواد الأعظم منها يأتي في مسابقة «يوروبا ليغ» الأقل قوة من دوري أبطال أوروبا، تعيد الأمل مجدداً للطليان وعشاق «الكالتشيو» بعد سلسلة الأزمات التي عصفت به في العقد الأخير من تلاعب في النتائج وتدني مستويات، وفقدان مقعدٍ أوروبي في «التشامبينز ليغ»، والأهم التدهور المالي الذي تآكلت بسببه أجساد الأندية واحداً تلو الآخر، ولعل آخر الضحايا العريق بارما، الذي تم إنزاله إلى الدرجة الأدنى لإفلاسه. «رب ضارة نافعة» للدوري الإيطالي بعد النكسة هكذا يرى المتفائلون، فبحث غالبية الأندية عن مواهب بأعمار صغيرة، وإتاحة الفرص للشبان أعاد قليلاً من توهج إيطاليا في الإنتاج، بعد أن كانت يوماً ما محطة استيراد كُبرى لأكثر اللاعبين جاهزية في العالم، إذ يملك كل فريق في إيطاليا اليوم موهبة واحدة على الأقل يشار إليها، وتطمع لها الأندية «الثرية» في العالم، فعلى سبيل المثال لا الحصر الفرنسي بوغبا في يوفنتوس، والأرجنتيني إيكاردي في إنترميلان، والإيطالي ستيفان الشعراوي في ميلان، والبلجيكي ميرتينز في نابولي، ودارميان في تورينو، وبيانيتش في روما، أمّا فيورنتينا فصدّر أحد أهم المواهب إلى الكرة العالمية ببيع عقد الكولومبي كوادرادو إلى تشلسي، إضافة إلى وجود بابكار في صفوفه. الأسماء المذكورة، علاوة على إعادة أكثر الأندية لبرامجها المالية، ووضع مشاريع وخطط مستقبلية للعودة ولو ببطء إلى الساحة، بعتادٍ مالي وبنك من المواهب، قد يعيد الأمل مجدداً إلى الكرة الإيطالية التي يبدو أن رسم عودتها إلى الواجهة بدأ بالظهور، فتأهل خمسة أندية إلى دور ال16 في «يوروبا ليغ» ليس بالأمر الهين فأندية إنكلترا وإسبانيا عجزت عن ذلك، وحتى في دوري الأبطال كان يوفنتوس من الصفوة الذين نجحوا في وضع قدم في دور الثمانية.