على رغم أن كثيرين وجدوا في مناسبة وصول العاهل السعودي الملك سلمان إلى سدة الحكم في بلاده فرصة لاستعادة واستذكار تاريخ أو مواقف عابرة لهم مع خادم الحرمين الشريفين، إلا أن قلةً أولئك الذين كان لهم التاريخ الطويل في العلاقة اللصيقة بأمير «الرياض» إلى وزير الدفاع فولي العهد ثم الملك، مثل الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الشثري، الذي قضى نحو 30 عاماً ولا يزال إماماً وخطيباً لجامع قصر الملك سلمان. الشثري روى ل«الحياة» سمات عدة وملامح، رآها بارزة في حياة ملك السعودية الجديد، وإن كان أغلبها يجيء في سياق موقع الإمام والخطيب الديني والفكري، إلى جانب كونه حاضراً دائماً لجلسات الملك الذي اعتاد على استقبال النخب والمواطنين فيها كافة، في قصره أسبوعياً. وبين أهم السمات التي أكد عليها الشثري، كون خادم الحرمين الشريفين، كثيراً ما يكلف الباحثين من طلبة العلم أو سواهم بالتحقيق في مسائل معينة، إلا أنه سواء عند الاستفتاء أم البحث، لا يكتفي بمجرد إيراد الباحث نقول الفقهاء المعاصرين والأقدمين، وإنما يصر على نقاش تلك الآراء علمياً، وترجيح ما يراه الكاتب بناء على ذلك. وفي هذا السياق يبرز إمام جامع قصر الملك، جوانب من العلاقات الشخصية، التي تجمع الرجل في كل مراحل حياته بكبار العلماء، أمثال الراحلين المشايخ ابن إبراهيم وابن باز وابن جبرين وابن عثيمين، وأنه كان يزورهم في منازلهم، تقديراً وحباً. في ما يأتي نص مشاهداته. شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز شخصية قيادية في الحكم والإدارة والسياسة، وكل أعماله لا تصدر إلا بعمق التفكير وبعد النظر والتأمل في المآلات والنتائج. والمتتبع لحياته يجد أنه يعطي هذا الجانب أهمية بالغة، فلا يقدم على عمل إلا وأحاط به من كل جوانبه، واستجمع نتائجه، وعرف المصلحة منه، واكتسب هذه الصفة من سيرة حياة والده الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود – يرحمه الله – وتأثر بشخصيته وحكمته، خصوصاً في مجال البعد السياسي والأمني والاجتماعي. منذ عام 1404ه (1983) قمت بالخطابة والإمامة في مسجد قصره الواقع في الرياض في المعذر، فكان نعم الأب ونعم الموجه وتلقيت على يديه مكارم الأخلاق وأصالة القيم والتكوين الشخصي والعقلي والعملي من خلال توجيهاته ومجالسه العامرة بالعلم والمعرفة، ومن حقه عليّ ووفاء له أن أدوّن في هذا جزءاً من جوانب وملامح شخصيته الفذة التي شاهدتها وعاصرتها في مجالسه وتوجيهاته ومشاهدة أنماط حياته. مما يتميز به خادم الحرمين اطلاعه الواسع على أحوال الناس وأنسابهم وتاريخهم، وهذا ناتج من اطلاعه الواسع في التاريخ بدليل أنه إذا قابله شخص وعرف باسمه وجه إليه عدداً من الأسئلة التي تخصه، ما يدل على معرفته بأحوال قبيلته أو بلده، ومن أخص ما تميز به إنزال الناس منازلهم، فيعرف قدر العالم والوجيه والكبير والضيف ويُدنيه من مجلسه ويضعه في المكان اللائق به، ولا ريب أن هذا يدخل على نفس الشخص السرور والاحترام له وهذا من أخلاق الإسلام التي حث عليها، كما عند أبي داود أن عائشة – رضي الله عنها – مر بها سائل فأعطته كسرة ومر بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته فأكل فقيل لها في ذلك فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزلوا الناس منازلهم»، لأن الناس يختلفون في مقامهم وقدرهم، فلذلك كان الملك سلمان يراعي هذه الناحية كثيراً في مجلسه وفي عمله وفي تعامله مع الناس. وأذكر أنه كان في مجلسه العامر ذات مرة منذ عشر سنين امتلأ المجلس بالحاضرين، وجاء رجل كبير السن فسلم على الملك سلمان وتلفت يميناً ويساراً فلم يجد مكاناً فقام أحد الجالسين من مكانه وأقعد هذا الرجل الكبير، فلما انصرف ناداه الملك وقال له: «إن فعلك هذا يدل على أخلاقك وتربيتك» وأثنى عليه خيراً أمام الحضور، ثم أمر بإحضار كرسي لإجلاسه، وهذا من حنكته ومعرفته وفطنته ومعرفة الناس وأخلاقهم. سعة الاطلاع والقراءة القراءة والاطلاع عمق معرفي وإحساس يتكون لدى الإنسان منذ صغره، فبحب القراءة والاطلاع، تكون هي غذاؤه الروحي وسعادته النفسية، فلا يستغني عنها كل يوم، وهذا المعنى تكون في شخصية الملك سلمان فأحب القراءة وعشقها وأكثر منها، وكان يتابع ما يصدر من مؤلفات في كل الفنون وصارت لديه مكتبة عامرة بأمهات الكتب والمراجع في علوم متنوعة، وسمعته يقول في أكثر من مناسبة إنه لما كان بصحبة أخيه الأمير سلطان – رحمه الله – في الرحلة العلاجية قرأ عدداً من الكتب، وقال إنه قرأ 80 كتاباً في مجالات متعددة لأنه يدرك أن القراءة هي السبيل الوحيد لتكوين المعرفة والعلم لدى الإنسان، ولأن القراءة والاطلاع يزيدان في الثراء العقلي، ويطردان الجهل والتخلف، ولا تجد مبدعاً ولا مفكراً إلا واختار القراءة منهجاً له في حياته يستمد منها التزود المعرفي والتكوين العقلي، وكما قيل: «الإنسان القارئ لا يهزم»؛ فلذلك كانت القراءة لدى الملك سلمان شيئاً أساسياً في برنامجه اليومي، وكونت لديه معطيات فكرية وقدرات معرفية، وما من عالم ولا حاكم ولا مخترع إلا وكانت القراءة الواعية وسيلة له إلى التقدم والتطور والإنتاج والإدراك. وعرف عنه أنه إذا قرأ كتاباً أو مقالة أو موضوعاً يضع خطوطاً على أهم ما فيه وما يحتاج إليه، وإذا أشكل عليه شيء بحث عنه، وسأل المتخصصين فيه، ويناقش ويحاور في أي موضوع يريده، وإذا كلف أحداً بالكتابة في موضوع علمي يطلب منه أن يختم كلامه برأيه الخاص فيه، وأذكر أنه لما طلب مني الكتابة في مسألة فقهية وعرضت له الأقوال والأدلة اتصل وقال لم تذكر الراجح في المسألة وتبين رأيك فيها، وفي هذا تنبيه دقيق لأن الأمر ليس نقلاً محضاً وإنما هو نقل ومناقشة وترجيح وهو منهج علمي لا يدركه إلى الحذاق من القراء. اهتمامه بالعلم والعلماء غلبت كثيراً على الملك سلمان خصلة التواصل مع العلماء، ووجدوا منه الحب والاحترام والتوقير والتقدير للعلم وأهله، وهو منهج سارت عليه الدولة منذ قيامها وارتبط المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمه الله – بالعلماء ومجالستهم والأخذ عنهم باعتبارهم النجوم المضيئة والمصابيح المنيرة، وكان مجلس الملك سلمان لا يخلو غالباً من العلماء والدعاة ويجعلهم في المكان اللائق بهم، وكان قوي الصلة مع كبار العلماء منذ نشأته وذلك بزيارتهم وسؤالهم وأخذ الفتوى منهم أمثال: الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبدالعزيز أبو حبيب الشثري، والشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ عبدالله بن حميد، والشيخ محمد بن عثيمين، والشيخ عبدالله بن جبرين، رحمهم الله جميعاً. وشاهدت كبار العلماء يفدون إلى زيارته في مجلسه يوم الإثنين من كل أسبوع بعد صلاة العشاء يسمع منهم ويسمعون منه ويطرح عليهم الأسئلة التي تفيد الحاضرين، وكان يقوم بزيارتهم في منازلهم، خصوصاً الشيخ ابن باز، إذ كان قوي الصلة به، ويأتيه في منزله، وكذلك اهتمامه بتاريخ وتراث وإنتاج علماء المملكة حين وجه دارة الملك عبدالعزيز بإقامة معرض «تراث المملكة العربية السعودية المخطوط» وهذا يؤكد لنا أهمية العمل في شخصية الملك سلمان وحبه له. وكان حافزاً وداعماً ومشجعاً للعمل والعلماء، كما أنه يؤكد في كل مناسبة أهمية العلم وحاجة الناس إليه، ومنهج المملكة وقيادتها مع العلماء في قوة الترابط والتلاحم، الأمر الذي ميز سياسة المملكة وجعلها تتبوأ مكانة عالية عند الناس وتلاحماً بين القيادة والشعب. كما أولى اهتماماً بالغاً بالتراث العلمي للشيخ ابن باز، وكان رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية، ودشن مشروع الموسوعة الصوتية الإلكترونية له رحمه الله. تأكيده على التمسك بالثوابت لا يخلو موقف أو مناسبة إلا والملك سلمان يذكر ويؤكد هذا النهج الذي سارت عليه المملكة، بوصفه مصدر عزها وقوتها وتمكينها، ألا وهو التمسك بالكتاب والسنة والسير على منهج السلف الصالح وتحكيم الشريعة الإسلامية، فمن ذلك قوله: «إننا نعيش في دولة مباركة تطبق أحكام الشريعة منذ أن أسسها الباني الملك عبدالعزيز وأبناؤه الملوك من بعده، فقد اتخذت من كتاب الله العزيز وسنته دستوراً يحكم جميع مناحي الحياة كلها»، وقال أيضاً: «إننا في هذه البلاد نعمل على تحقيق الأمن والاستقرار، لينعم الجميع بالرخاء والازدهار». وكانت دارة الملك عبدالعزيز أصدرت كتاباً وثائقياً يتضمن خطب وكلمات الملك سلمان، جمعت الدارة فيه أكثر من 207 خطب وكلمات مختارة، وأذكر أنه قال في مجلسه الأسبوعي عام 1422ه: «إن هذه البلاد وشعبها هي محط الإسلام وهي التي تسعى لنشر الإسلام في كل بلاد الدنيا». وفي مجلس آخر ذكر فضل دعوة الشيخ محمد ابن عبدالوهاب، وأنه «مجدد وداع إلى التوحيد، والذين يطعنون فيه إنما يطعنون في الإسلام، والشيخ لم يأت بالدين من نفسه، ولم يدع إلى نفسه، بل دعا إلى الله ورسوله. والدولة رأس مالها الدين، ومنذ أول قيامها أسست على الدين، واستمرت عليه ولا تزال بحمد الله، وعلينا أن نعرف أثر هذه النعمة حتى وإن ارتكب الإنسان بعض الذنوب والمعاصي عليه أن يتوب ويرجع إلى الله». هكذا كان الملك سلمان يؤكد هذه الثوابت لكل من يأتيه، وفي مجلسه الأسبوعي عام 1419ه، دونت في مذكراتي أنه قال: «كانت هذه الجزيرة تعيش ردحاً من الزمن في فتن واضطراب القوى يأكل الضعيف وهلم جرا. وكان الملك عبدالعزيز يحب أن يكون شعبه على الإسلام الصحيح، وأن يأمنوا على دينهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم، فجاهد وبذل نفسه حتى حقق الله له ما أراد من جمع الكلمة ولم الشمل ورأب الصدع وتوحيد الصف، ثم جاء أبناؤه من بعده في الحكم وساروا على هذا النهج من العمل بالشريعة والتمسك بثوابتها. ثم قال: الملك عبدالعزيز جَنَّب بلاده وشعبه ويلات الحروب والفتن، وختم حديثه بأنه لا عز لنا إلا بالإسلام وبالتمسك بالكتاب والسنة وشريعة الله، فليس عزنا بقوتنا ولا بأموالنا ولا بثرواتنا هذه أسباب وإنما الأصل في العز والكرامة والأمن والمكانة هو التمسك بالإسلام والعمل بالكتاب والسنة. هذا ملخص ما كتبته بعد الجلسة. اهتمامه بقضايا المسلمين لخادم الحرمين الشريفين اهتمام بالغ وعناية فائقة بقضايا المسلمين في كل مكان، خصوصاً القضية الفلسطينية، ويتحدث عنها دائماً في مجالسه، ويؤكد أنها قضيتنا فأمنها أمننا واستقرارها استقرارنا، ويعيش معها بكل جوارحه ومشاعره، ولست هنا استطرد، فكلماته وخطاباته وجهوده واهتمامه بقضايا المسلمين دونتها دارة الملك عبدالعزيز في إصدار خاص من أراد التوسع فليرجع إليه، ولكن أذكر ما كان يؤكد عليه في مجلسه الأسبوعي. وفيه يؤكد السياسة التي سارت عليها المملكة منذ المؤسس الملك عبدالعزيز ودعم المملكة لكل قضايا المسلمين، فكان يُذكر الحاضرين بالمواقف المشرفة التي وقفتها المملكة في وقت الأزمات والشدائد لكل المسلمين، وثباتها على المبادئ الراسخة التي لا تغيرها الأحداث منذ قيام هذه الدولة، وكنت آنذاك أدون وألخص ما قاله بعد الجلسة، فمن ذلك أنه يؤكد أن بلادنا لها دين وعقيدة تسير عليها ولن تتنازل عنها بحال، وعلاقاتها مع كل الدول واضحة ومنطلقة من معالم ديننا الحنيف، وكانت لخادم الحرمين الشريفين مواقف مشرفة في الأزمات التي وقعت لبعض المسلمين، خصوصاً في الزمن المعاصر كحرب الخليج وغزو الكويت، وكانت له جهود كبيرة في جمع الكلمة وتوحيد الصف، وكذلك أعمال الإغاثة التي كانت تقدم لبعض الدول المتضررة من الأحداث أو السيول أو الزلازل والفيضانات ويشرف عليها بنفسه، وكان ملماً بكل الأحداث التي تحيط بأمة الإسلام. عنايته بالقرآن الكريم أما عناية الملك سلمان بالقرآن، فارتبطت حياته منذ صغره بالقرآن، وأحق ما يطلق عليه أنه «خادم القرآن»، إذ جعل القرآن زاداً له في حياته ومنهجاً له في عمله، وتكريم أهل القرآن ارتبط منذ عقود بشخصية الملك سلمان، وكان يُقدر أهل القرآن ويجلهم ويدعمهم ويؤازرهم ويرعى احتفالاتهم، وكانت صلة مؤسس جمعية تحفيظ القرآن في الرياض الشيخ عبدالرحمن الفريان بالملك قوية ومستمرة، نظراً لاهتماماته بهم وعنايته بجهودهم، وكان الملك سلمان يبادر بالتبرع لها كل عام، ثم يتسابق المحسنون بالتبرع، وكذلك المسابقة المحلية على جائزة الملك سلمان تقام كل عام، ويتبرع من حسابه الخاص لها بما يقارب مليوني ريال، هذا من حيث الدعم والمساندة لأهل القرآن، أما صلته الخاصة بالقرآن فكان كثير التلاوة للقرآن الكريم. وأذكر أنه في كل شهر رمضان بعد صلاة الفجر يجلس يقرأ القرآن حتى طلوع الشمس، وكذلك يسأل عن تفسير الآيات، فيطلب كتابة بحث عن تفسير آية أو آيات. ومن الطرائف التي ذكرها الملك لما كتبت له معنى تفسير قوله تعالى: «كمثل غيث أعجب الكفار نباته»، ذكرت أن المفسرين قالوا إن الكفار هنا: الزراع، لأنهم يغطون البذر في الأرض، وأصل الكفر هو التغطية، فذكر الملك فائدة أخرى، هي أن كلمة كفر COVER في اللغة الإنكليزية بمعنى غلاف أيضاً، وهذا من التوافق في اللغتين لفظاً، وكان حفظه الله يكثر من تلاوة القرآن ليلاً ويحافظ على صلاة الوتر وقيام الليل، وكان يسأل عن الأحكام المتعلقة بقيام الليل والوتر ويختم القرآن الكريم كثيراً، وجعل هذا زاداً له في الحياة يستعين به بعد الله على إدارة عمله وشؤونه؛ لأن القرآن جعله الله نوراً وهدى للناس يهدي إلى كل خير ويدل على كل معروف ويقوي إيمان العبد ويزيد في خلقه. قضاء حوائج الناس أهم من الجلوس في المسجد الملك سلمان يعشق العمل المتعدى نفعه للآخرين، ويقدمه على العمل القاصر على الإنسان، لأن عمل الخير في نفع الناس هو في حقيقته نفع للإنسان الذي قام به قبل أن يكون نفعاً للآخرين، كما قال تعالى: «وافعلوا الخير لعلكم تفلحون»، فكان يقول: من يقوم بتقديم النفع للناس في عمله وإنجازه خير وأفضل من الذي يقدم لنفسه فقط، وهذه النظرة مقررة في شريعة الإسلام، ولذلك جاءت الأوامر في القرآن بلفظ الجمع وليس المفرد مثل: «تعاونوا. وتواصوا. يأمرون. وافعلوا»، ونحو ذلك، ما يدل على مكانة العمل المتعدى نفعه للناس. والعمل الذي يؤديه الملك سلمان في حياته هو من هذا النوع، حتى أصبحت العاصمة الرياض بناء متكاملاً ونهضة عمرانية لا تجاريها عاصمة أخرى، جعلها الملك سلمان في مستوى كبير من بين عواصم العالم، جعلها تتبوأ مكانة عالية في عالم اليوم الذي ينشد المستقبل الزاهر، ووفر الخدمات وميادين العمل الخيري والإنساني الذي أسس قواعده وثبت بنيانه والناس اليوم في هذا الوطن يقطعون ثمار جهده وعمله. وكنت دونت كلمات ملخصة من حديثه في مجلسه عام 1421ه كان يؤكد عليها كثيراً وهي: أن يكون لدى الناس وعي وإدراك في نظافة الأحياء والطرقات والشوارع العامة، والحرص على أن تكون بالمظهر اللائق النظيف؛ لأن الدولة قد أنفقت كثيراً من الأموال لتعبيد الطرق وتجميل الشوارع والأحياء وجعل الممرات والحدائق التي يستفيد منها الناس، وهذا كله مُلك للمواطنين لأنهم يشتركون في منافعه، فيجب على الجميع العناية والمحافظة التامة بها، وعدم تلويثها أو تدميرها». وكان الملك سلمان يؤكد كثيراً على أنه لا يصح للإنسان المكلف بعمل في الدولة أن يؤخر أو يتأخر في أداء عمله، فيقدم مصلحته أو عملاً خاصاً به على الأعمال التي كلف بها، وضَرب بذلك مثلاً وهو الموظف الذي يذهب إلى صلاة الظهر وبعد الصلاة يجلس لقراءة القرآن والناس ينتظرونه في مكتبه لحاجتهم، فهذا قدم عملاً خاصاً على عمل عام كلف به فلا يصح له ذلك.