اعتبر الرئيس التنفيذي لشركة «أوجيه تيليكوم» بول دواني، أن تأثير أزمة المال العالمية «كان أقلّ على قطاع الاتصالات في العالم منه في قطاعات اقتصادية أخرى». ولفت إلى أن أسعار رخص شبكات الهاتف الخليوي والثابت «لا تزال تعادل المستويات التي كانت معتمدة قبل الأزمة». ورأى أنها «مرتفعة جداً والاستثمار فيها خطأ في ظل الأزمة لأن المردود سيكون متدنياً». وقال في حديث إلى «الحياة»، على هامش منتدى الاتصالات الذي استضافته بيروت، أن استثمارات الشركة في تركيا «تشمل شبكة الهاتف الثابت التي تضم 17 مليون مشترك، وشبكة الهاتف الخليوي وينتسب إليها 13 مليوناً، فضلاً عن شبكة «إيه دي أس أل» التي يستخدمها 6 ملايين شخص». وأشار إلى أن الشركة «تطوّر في جنوب إفريقيا خدمات جديدة، ولدينا 8 ملايين مشترك. كما تدير شبكة إنترنت «جي أس بي» في المملكة العربية السعودية والأردن ولبنان عبر «سايبيريا». وأعلن أن عدد المشتركين لدى «أوجيه تيليكوم» يصل إلى 42 مليوناً حول العالم». وإذا كان لأزمة المال العالمية تأثير على قطاع الاتصالات، أكد دواني أنه «كان أقلّ» من تأثيره في بقية القطاعات الاقتصادية. لكن كشف عن «حرب أسعار» ستنعكس سلباً على إيرادات قطاع الهاتف الخليوي، نتيجة قرار «خفض تعرفة Mobile termination rate إلى الصفر، الذي تتجه أوروبا إلى اتخاذه، وهي التعرفة التي يتقاضاها المشغّلون على دقائق التخابر في البلد الواحد، وستبلغ نسبة الخفض 70 في المئة». وأوضح أن هذا الخفض «سيؤثر على ربحية قطاع الهاتف الخليوي في كل العالم». إذ لفت إلى أن «ثلث واردات أي مشغل رئيس في أوروبا يتشكّل من هذه التعرفة، وتمثل 80 في المئة من الأرباح». وأكد أن هذا الإجراء «سيفضي إلى رفع سعر دقيقة التخابر». ولم يغفل دواني وجود مشكلة أيضاً في قطاع الهاتف الثابت، تتمثل في «تردد المستثمر في التوظيف في البنية المتصلة بشبكة الألياف الضوئية، بهدف تأمين الخدمة إلى المنازل بسرعة أكبر»، لأنه «سيضطر إلى فتح شبكته لمشغل آخر، الذي يستحوذ على «الداتا»، فيدفع المشترك للحصول على هذه الخدمة مبلغاً مقطوعاً للشركة المستثمرة». وعن تريّث «أوجيه تيليكوم» في توظيف استثمارات جديدة في العالم، أوضح دواني أن الشركة «تقدمت بعروض في عدد من الدول العربية والغربية للاستثمار في شبكتي الهاتف الثابت والخليوي، لكن الرخص رست على عروض بأسعار أعلى». واعتبر أن «الأسعار مرتفعة جداً، على رغم الأزمة الاقتصادية، وهي تعادل المستويات التي كانت معتمدة قبل حصولها». لذا رأى أن الاستثمار في هذه المشاريع وبهذه الأسعار «خطأ في ظل الأزمة الراهنة، لأن المردود على الاستثمار سيكون متدنياً». وأشار إلى أن الشركة «تركّز على تطوير خدمات في قطاع الاتصالات والمعلومات، وطرحت في تركيا برنامجاً خاصاً بالتعليم اسمه «فيتامين» وأدخلته إلى السعودية ونسعى إلى تعميمه في مصر والأردن. كما يتوافر بالإنكليزية ويتخصص بمادتي الحساب والعلوم». وينسحب تطوير هذه الخدمات على القطاع الصحي، إذ «صمّمت صيغة تفاعل عبر الانترنت بين الطبيب والمريض، بواسطة الفيديوفون، بحيث يصبح في إمكان الطبيب معاينة مريضه عبره». وكشف دواني عن مشروع آخر في تركيا، يتمثّل في «تأمين خدمة الاتصال الإلكتروني عبر خط تركي للمواطنين الأتراك في بلاد الاغتراب، ويستطيع المواطن المقيم في تركيا استخدامه، ويمكن استعمال الخط على شبكة الهاتف الخليوي وكأنه خط ثابت». ووضعت الشركة أيضاً خدمة «ويب تي في»، وكلفتها متدنية. وأشار إلى «دراسة مشروع مدّ كابل أرضي، يشمل الدول المحيطة بتركيا، بهدف توسيع شبكة الاتصالات المباشرة بين تركيا وهذه الدول».