قال وزير الدفاع الكولومبي غابرييل سيلفا اليوم الجمعة إن بلاده لن تستفز للدخول في صراع مسلح ضد فنزويلا رغم لغة الخطاب العدوانية لجارتها ونسف فنزويلا جسرين لعبور المشاة يمتدان عبر حدودها مع كولومبيا. وقال سيلفا لاذاعة محلية بعد يوم من نسف قوات فنزويلية الجسرين الخشبيين اللذين يربطان بين البلدين "لن نستفز. ترتد الاهانات بعيدا عنا." وأمر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز جيشه هذا الشهر بالاستعداد للحرب بعدما وقعت كولومبيا معاهدة للتعاون العسكري مع الولاياتالمتحدة، تسمح للقوات الاميركية بدخول أراضي كولومبيا بشكل أكبر للقيام برحلات مراقبة جوية بهدف مكافحة المخدرات. ويقول تشافيز إن الاتفاقية قد تمهد الطريق لغزو أميركي لبلاده الغنية بالنفط وهو أمر نفته الولاياتالمتحدة وكولومبيا. ويصف الرئيس الفنزويلي نظيره الكولومبي الفارو أوريبي بأنه "خائن" للمنطقة بسبب توقيعه الاتفاق. وتقول فنزويلا إن الجسرين بنيا بصورة غير قانونية وإن المهربين كانوا يستخدمونهما، لكن وزارة الخارجية الكولومبية أصدرت بيانا وصفت فيه تدمير الجسرين بأنه "عدوان على سكان الحدود والمدنيين." وقالت كولومبيا انها ستبلغ رسميا بتفجير الجسرين في الاممالمتحدة ومنظمة الدول الأمريكية في واشنطن ويسيطر توتر شديد على الحدود التي تمتد مسافة 2200 كيلومتر بين كولومبيا وفنزويلا وهي منطقة ينشط فيها المتمردون الكولومبيون الماركسيون وجماعات تهرب الكوكايين والاسلحة وجماعات أخرى. وأوقف تشافيز استيراد بعض البضائع الكولومبية مما أضر بعلاقة تجارة بين البلدين تقدر قيمتها بسبعة مليارات دولار. ويرفض الرئيس الفنزويلي لقاء أوريبي ويصفه بأن "أحد رجال عصابات المافيا" له علاقة بعصابات مسلحة ذات نزعة يمينية. واجتمع سيلفا مع قادة عسكريين اليوم بالقرب من الحدود الفنزويلية لكنه قال إنه لا يوجد مخطط لحشد قوات على الحدود. وأضاف "ما لا يمكن أن نقبله هو العدوان على السكان المدنيين أو على أراضينا. نحن مستعدون بالفعل لذلك." ويعتبر أوريبي وهو أبرز حليف يمكن لواشنطن الاعتماد عليه في أميركا الجنوبية المتجهة نحو اليسار بطلا بالنسبة لكثيرين لنجاحه في جذب الاستثمارات وجعل مدن كولومبيا وطرقها السريعة أكثر أمنا بسبب حملة تدعمها الولاياتالمتحدة ضد ميليشيات القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) التي تعمل في تهريب المخدرات. وتراجعت شعبية تشافيز العام الحالي وسط تنامي التضخم في فنزويلا وتزايد انقطاع الكهرباء ووضع قيود على استخدام المياه. ويقول منتقدون إن الزعيم اليساري يثير التوترات مع كولومبيا لتحويل الانظار عن مشاكله في الداخل.