أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ سعود بن إبراهيم الشريم ضيوف الرحمن بأن يجعلوا من موسم الحج موسماً للتآخي والوحدة على اختلاف ألسنهم وألوانهم، وقال: «لنجعل من الحج نقطة انطلاقة لترجمان حكمه وأسراره بين المسلمين في شتى الأقطار، ليحمل كل حاج منّا في نفسه معنى الوحدة والتلاحم والتآخي والعدل مهما اختلفت الألسن والألوان، وليكن الوحي هو سلطانهم جميعاً، متمثلاً في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لنحقق بذلك قول البارئ (ليشهدوا منافع لهم)، إذ أي منفعة أشد من التعارف والتآلف برابط الكتاب والسنة»، مشدداً في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في الحرم المكي على أن «الكعبة المشرفة رمز خالد وبناء شامخ وقبلة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، تطاول الزمان وتتعاقب عليها الأجيال زمناً بعد زمن، فوجاً إثر فوج، سلك الطرق إليها أنبياء ورسل رفعوا أصواتهم بالتلبية لباريهم وخالقهم جل وعلا استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام». وخاطب حجاج بيت الله الحرام بقوله: «إنكم قد تلبستم بنسك تذكى فيه الأجواء الروحانية، وتستنشق من خلاله نسمات إيمانية تجعلكم من الله أقرب، وعن معصيته أبعد، تلامسكم أنفاس الأخوة والعدل والمساواة، ستناجون في هذا النسك ربكم بلغاتٍ مختلفةٍ، لا تشغله لغة عن لغة، ولسان عن لسان، ولا دعاء عن دعاء، بل يجيب دعوة هذا، ويغفر زلة ذاك، ويرى دمعة هذا، ويسمع همس ذاك»، موضحاً «أنه يشرع للحاج في اليوم الثامن من ذي الحجة أن يحرم بالحج إن كان متمتعاً أو مفرداً أو قارناً، فهو لا يزال في إحرامه، ويستحب للحاج في اليوم الثامن أيضاً أن يتوجه إلى منى قبل الزوال، فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصراً من دون جمع، فإذا صلى فجر اليوم التاسع، وطلعت الشمس توجه إلى عرفة وهو يلبي أو يكبر، فإذا زالت الشمس صلى بها الظهر والعصر جمعاً وقصراً بآذان وإقامتين ثم يقف بها، وقال: «عرفة كلها موقف إلا بطن عرنة فيكثر فيها من التهليل والتسبيح والدعاء والاستغفار». وفي المدينةالمنورة، أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم، بعد أن شرح لضيوف الرحمن من المصلين في الحرم النبوي مناسك الحج وحثهم على عدم التزاحم، منافع الحج ومقاصده وفضل شعائره، وقال: «تتوالى مواسم الخيرات محفوفة بفضل الزمان وشرف المكان وأفئدة المسلمين تهفو لبيت معمور يتجهون إليه كل يوم، (فولي وجهك شطر المسجد الحرام)». وأضاف: «حج بيت الله الحرام باب رحب لحط الآثام والأوزار، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه عند إسلامه: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله».