أيهما أهم في «الحرب» السيف أم القلم؟ يتجاذب الإجابة على هذا السؤال مجموعة من الصحافيين والمصورين مع عسكريين، في جلسات مسائية بعد أن ينتهي كل فريق من «معركته». يردد الصحافيون مقولة أحد المفكرين: «صاحب القلم لا يحتاج إلى عصا»، ويعتبرون أنفسهم مقاتلين أيضاً في ميدان المعركة، حتى يعطوا لأنفسهم مبرراً لوجودهم في الحرب، التي يعتبرها العسكريون ميدانهم، وإن كانوا يرون أن للصحافة دوراً مهماً في إيضاح الحقائق. ويدلل العسكريون على أهمية دورهم الأساسي في الحروب، بعدد من القصائد التي تمجد السيف وتفضله على القلم، والتي يعرفها الصحافيون قبل غيرهم! مثل قصيدة المتنبي والتي اعتبر في احد أبياتها أن المجد للسيف وليس للقلم، وقصيدة أخرى لأبي تمام قال فيها: السيف أصدق أنباء من الكتب *** في حده الحد بين الجد واللعب ويفتح العسكريون «ملف» الصحافيين المشوب بالتقارير الإعلامية الخاطئة، مثل استخدام المصطلحات العسكرية بطريقة غير دقيقة، أو نشر صور ومعلومات خاطئة. واعتبروا وجود الصحافيين في ميدان الحرب «تهوراً» كبيراً، ربما يودي بحياتهم، مؤكدين أن الصحافيين مسؤولون عن أي خطر يعرضون له انفسهم، خصوصاً أن معظمهم يدخل الميدان من دون أي وسائل حماية ضد الرصاص، وبطرق يعتبرها العسكريون ملتوية، تشبه إلى حد ما أسلوب «المتسللين» ما قد يعرضهم لإطلاق النار! ويتفق الصحافيون على أنهم يغامرون كثيراً بالدخول إلى أرض المعركة، مؤكدين أنهم يعون تماماً مخاطر الدخول إلى أرض المعركة باجتهادات شخصية، معتبرين هذه الحرب إضافة مهمة إلى تاريخهم المهني، خصوصاً ان المملكة لم تعرف حروباً كثيرة في تاريخها الحديث. وطالب الصحافيون الجيش بتوفير وسائل حماية لهم، وتأمين دخولهم إلى أرض المعركة حتى لا تتسبب محاولاتهم المتكررة في الدخول إلى أرض المعركة في وفاتهم، متفقين على أهمية تعيين ناطق رسمي باسم الجيش السعودي ليقوم بتزويد الوسائل الإعلامية بتقرير صحافي يومي عن الحرب. وكانت القوات البرية نظمت زيارة للإعلاميين إلى ميدان المعركة مساء أمس، بعد أن وقع صحافيون يوم الثلثاء الماضي في منطقة إطلاق نيران بين القوات السعودية ومتسللين من الحدود اليمنية في الخوبة. وعلمت «الحياة» أن وزارة الدفاع بصدد تعيين ناطق رسمي باسمها هذا اليوم. ويتعرض الصحافيون للاعتداء والقتل أحياناً خلال الحروب، فكثيرون منهم يؤمنون بأهمية رسالتهم الإعلامية، لكن بعضهم يستخدم أحياناً أسلوباً آخر في التعبير، كما فعل الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي قذف الرئيس الأميركي جورج بوش بالحذاء.