ترى كيف ستكون المواجهات العربية المقبلة بخاصة بعد موقعتي "القاهرةوالخرطوم"؟ يبدو اننا أمام واقع كروي عربي يفرض علينا ان نتعامل مع بعضنا البعض بالاسلوبين الجزائري والمصري نفسيهما، حتى نفوز بمبارة رياضية ونقنع العالم بأننا نستحق الفوز بعد ظلم وبطش وتعذيب، أو بأننا لا نستحق الخسارة بسبب تصرفات فردية لا علاقة لها بالأمور الفنية. لفت نظري بعد موقعة "الخرطوم" حال التضخيم في المعسكرين (بعد جواز التعبير من الطرفين). ففي الجزائر استخدمت الصحف الجزائرية مصطلحات عسكرية مثل الاستقلال والمعارك والجنود.... الخ، كما اقتبست بعض الآيات من القرآن الكريم، وكأن النصر كان على دولة كافرة حاقدة جشعة باطشة. وان عدالة الله عز وجل أنصفت الجزائريين، ولو كان التأهل لمصلحة مصر فلن تكون هناك عدالة (استغفر الله العلي القدير). لقد مجدت تصرف رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة، عندما رفض استقبال تحية وسلام نظيره المصري سمير زاهر، ما هو الأمر الايجابي في هذا التصرف؟ أما في مصر، فاعجبني امتصاص بعض وسائل الاعلام الغضب ومرارة الخروج، بيد ان هناك من خرج عن هذا المسار. قد يعود السبب الى الاخبار الواردة من الخرطوم بأن هناك حالات اعتداء على الجمهور المصري، لكن هذا لا يسمح بان نستخدم الاعلام كرد فعل سلبي، وبدلاً من الحديث عن المباراة نفسها، نتدخل في شؤون الامن السوداني ونتهمه بالتقصير وعدم القدرة على السيطرة والحفاظ على الأرواح، بل ان البعض طالب على الهواء مباشرة الرئيس السوداني بان يأمر بفتح أبواب مطار الخرطوم للمصريين، التي لم تكن مغلقة أمامهم، وكأن الرئيس أمر باغلاقها؟ الطريف ان احدهم اتصل بالسفير الجزائري لدى مصر، طالباً منه ان يقنع الميليشيات الجزائرية في الخرطوم بأن تعتق الرهائن الموجودة هناك؟ ما علاقة السفير لدى مصر بما يحدث في السودان؟ لماذا لم يستنجد بالسفير الجزائري لدى السودان؟ لم يعجبني ترديده لتصريح وزير الاعلام المصري، بأن المسؤولين المصريين اوضحوا لنظرائهم السودانيين بأنه إذا لم يستطع الأمن السوداني حماية المصريين في الخرطوم، فهم على استعداد بأن يبعثوا قوة أمن مصرية الى هناك لحمايتهم؟ عن أي شيء يتحدثون؟ يا سادة... اننا أمام واقع كروي خطر، ولا يحتمل ان نسكت عنه، فغداً قد تتعذر أي بلد بقصة مصر والجزائر كذريعة لاستخدام الاسلوب نفسه. [email protected]