شنّ الطيران السعودي صباح أمس، غارات جوية عنيفة على مواقع المسلحين في الجبال الواقعة على الشريط الحدودي، فيما واصلت القوات البرية تمشيطها للقرى الحدودية، بحثاً عن مسلحين ومتسللين، في إطار المواجهات الجارية بين السعودية والمسلحين المتسللين. وقالت مصادر عسكرية ل«الحياة»، إن القوات المسلحة قصفت صباح أمس، فلولاً من المسلحين حاولوا التحصن بالجبال الممتدة على الشريط الحدودي بين السعودية واليمن، وذلك لمنعهم من تنفيذ مخططاتهم، بتوجيه صواريخ من الجبال إلى داخل حدود المملكة. وأوضحت المصادر، أن عملية القصف الجوي نفذتها طائرات من طراز «أباتشي» على جبال الدود وتباب دخان ووادي الموقد الواقعة على الشريط الفاصل بين السعودية واليمن، بعد رصد مركز العمليات ووحدات عسكرية للمتسللين المسلحين ومجموعات من المتمردين كانوا ينوون القيام بأعمال تخريبية على الحدود السعودية. وأشارت المصادر إلى أن الطيارين الحربيين نفذوا خلال الفترة الماضية عمليات مسلحة، من بينها تدمير قاعدة «هاوند»، التي استخدمها المسلحون في إطلاق القذائف على مواقع تابعة للجيش السعودي. وأكدت أن الجيش السعودي يرصد تحركات المسلحين قبل دخولهم للحدود السعودية، أو أثناء تمركزهم في الجبال الحدودية، لافتة إلى أن الطيران السعودي يقوم بطلعات جوية مستمرة على المناطق الحدودية عند رصد حالات مسلحين في الجبال، أو من أجل عمليات التطهير المستمرة في محافظة الحرث في منطقة جازان والتي أعلنت منذ أسبوعين، بحيث تقوم الطائرات الهجومية (الأباتشي) بإطلاق قذائف صاروخية ومدافع آلية من عيار 30، كما تقوم طائرات «سوبر هوك» التي يطلق عليها «صقر الصحراء» بنقل التموينات من منطقة لأخرى، وإعادة التزوّد بالوقود، ونقل الجنود من موقع لآخر، وتقوم بالقيادة والسيطرة في المواقع. وذكرت المصادر أن القوات المسلحة تستخدم طائرات «السوبر بوما» وهي استطلاعية، وفي الوقت نفسه تستخدم من أجل الهجوم إذا استدعى الأمر، وهي مزوّدة بقاذفات صواريخ. من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة ل«الحياة»، إن قوات من المشاة البحرية السعودية نفذت عمليات تمشيط في جبل دخان والغاوية وقرى الراحة ووادي ليه، لمطاردة عناصر متسللة مسلحة كانت تحاول الدخول إلى الأراضي السعودية. وتستخدم القوات السعودية في عمليات التمشيط للشريط الحدودي، التي تواصل تنفيذها منذ أكثر من أسبوع، أجهزة رصد ذات تقنيات عالية، استطاعت من خلالها كشف كثير من عمليات التسلل، على رغم وعورة تضاريس المنطقة، التي تحتوي على سلسلة من الجبال، إضافة إلى وجود مزارع كبيرة في المنطقة الواقعة بين حدود البلدين. من جهة أخرى، كشف الناطق باسم قطاع «المجاهدين» خالد بن قزيز ل«الحياة»، أن قطاع المجاهدين رصد أمس محاولات تسلل ل 248 يمنياً، حاولوا الدخول إلى الأراضي السعودية، من خلال المنطقة التي تشارك فيها المجاهدون إلى جانب الجيش السعودي وحرس الحدود وقوات الطوارئ الخاصة. وقال ابن قزيز إنه تم القبض عليهم، وإحالتهم إلى الجهات المعنية التي فتحت تحقيقات معهم في محاولة لفرزهم إلى مجموعات، وهناك دلائل تتعرف عليها الجهات الأمنية من خلال عملية التحقيق، مؤكداً أن المجاهدين قبضوا على جنسيات أثيوبية وصومالية خلال فترة الاعتداءات المسلحة. وكانت القوات السعودية كشفت أول من أمس عن وجود ألغام أرضية زرعها المتسللون المسلحون، تمت إزالتها من خبراء في تفكيك الألغام.