كابول – رويترز، أ ف ب - أدَّى الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أمس، اليمين الدستورية لتولي ولاية رئاسة ثانية تمتد خمس سنوات، بعد انتخابات شابتها اتهامات بالتزوير، ما شكك في شرعية فوزه، تلتها انتقادات بأنه لم يتخذ خطوات كافية للتصدي للفساد المستشري وسوء الادارة في الحكومة الافغانية. وردَّد بلغة الباشتون أمام المحكمة العليا و800 مدعو في القصر الرئاسي في كابول، بينهم 300 مسؤول أجنبي يتقدمهم الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظراؤها في بريطانيا وفرنسا وتركيا والمانيا وايطاليا وكندا وهولندا: «أقسم أن أتبع تعاليم دين الإسلام الحنيف، وأن أحافظ على الدستور وباقي قوانين أفغانستان، وأشرف على تنفيذها». وتلا ذلك تنصيب كارزاي نائبيه زعيمي الحرب السابقين اللذين تثير سمعتهما الكثير من الجدل، كريم خليلي (من اتنية الهازارا) والماريشال محمد قاسم فهيم (طاجيكي) المتهم بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان والاتجار بالمخدرات، علماً أن مراسم القسم شهدت حضور شخصيات مثيرة للجدل مثل زعيم الحرب السابق الاوزبكي رشيد دستم. وفيما اوحى غياب قادة دول الغرب بشكوكهم في رغبة كارزاي في إصلاح إدارته، أكَّدت وزيرة الخارجية الاميركية ان بلادها ستدعم الحكومة الافغانية الجديدة، «لكننا تتوقع نتائج جادة في مجال مكافحة الفساد وتشكيل حكومة شفافة يمكن محاسبتها. وتتابع الكثير من الوعود السابقة، علماً أنها بذلت بعض المجهود، لكنه ليس كافياً من وجهة نظرنا لإبداء الجدية في تحقيق هدف مكافحة الفساد». وأضافت: «توجد حالياً فرصة قوية جداً كي يبرم الرئيس كارزاي وحكومته عقداً مع الشعب الأفغاني يرتكز على ارادة المسؤولية والحصول على نتائج ملموسة». وأعلنت كابول هذا الاسبوع تشكيل وحدتين لمكافحة الجريمة والكسب غير المشروع. وأكَّد في خطاب القسم أن القوات الأفغانية يجب أن تتولى مسؤولية الأمن في الأجزاء المضطربة بالبلاد خلال خمس سنوات، في وقت ينتشر مئة الف جندي أجنبي من 40 بلداً في البلاد ويدرس الرئيس الاميركي باراك اوباما إرسال عشرات آلاف من الجنود الإضافيين الى افغانستان، وسيعتمد قراره على إمكان أن يثق في كارزاي للمضي قدماً بجدية في الإصلاحات. ودعا الرئيس الأفغاني إلى عقد اجتماع لمجلس القبائل (لويا جيركا) «يعتبر ضرورياً لإرساء السلام والمصالحة في أفغانستان»، مضيفاً: «يجب ان نتعلم من الأخطاء بعدما فشلنا في السنوات الثماني الأخيرة، وإنهاء ظاهرة غياب العقاب». كما مدّ يده لمنافسه الرئيسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله، داعياً اياه الى المشاركة في «حكومة وحدة وطنية». وفي بروكسيل، هنأ الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) اندرس فوغ راسموسن، باسم الحلف، الرئيس الأفغاني حميد كرزاي على تنصيبه لولاية ثانية، داعياً إياه الى استئصال الفساد.وقال: «ندعم بقوة عزمه تشكيل حكومة كفاءات تملك قاعدتها واسعة وتحاسب عما تفعل ولا مكان لديها للفساد»، معتبراً أن من المفيد ان يرى الشعب الأفغاني ومواطني البلدان التي ترسل جنوداً الى القوات الأجنبية في أفغانستان تقدماً فعلياً في هذا الاتجاه». ميدانياً، قتل جنديان اميركيان في اعتداء نفذ باستخدام سيارة مفخخة في ولاية زابل (جنوب)، حيث ينشط مقاتلو «طالبان»، ما رفع الى 475 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في البلاد منذ مطلع السنة، بينهم 292 اميركياً. كذلك، سقط جندي من الشرطة العسكرية الملكية البريطانية إثر إصابته بعيارات نارية في مواجهة مسلحة مع مقاتلي حركة «طالبان» في منطقة باباجي بولاية هلمند جنوبأفغانستان. واعتبر هذا الجندي العاشر الذي يقتل في أفغانستان خلال الشهر الجاري، وال235 منذ غزو أفغانستان نهاية عام 2001.