شن الجيش التونسي عملية عسكرية واسعة ضد مجموعات مسلحة موالية لتنظيم «القاعدة» في محافظة القصرين الحدودية مع الجزائر غرب البلاد، فيما دعت وزيرة الثقافة لطيفة الأخضر إلى وضع «سياسة ثقافية منفتحة على المبادئ الإنسانية» لمواجهة التشدد والتطرف الديني. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية أبو الحسن الوسلاتي أن محافظة القصرين «تشهد عملية عسكرية كبرى لمكافحة الإرهاب والقضاء على العناصر الإرهابية المتحصنة بالجبال وستتواصل إلى حين القضاء على جميع التحركات المشبوهة». وامتدت العمليات العسكرية إلى الجبال الممتدة على طول محافظات الكاف وجندوبة والقصرين (الشريط الحدودي مع الجزائر غرب البلاد)، حيث أكد الوسلاتي القضاء على عناصر إرهابية متحصنة بالجبال والمرتفعات الغربية منذ أكثر من سنتين، والتي نفذت هجمات أسفرت عن مقتل عشرات الأمنيين والعسكريين. ودهم الجيش مخابئ وكهوف استعملها مسلحون في جبال «الشعانبي» و «سمامة» و «سلوم» في محافظة القصرين، ودمرها. ولم يدلِ الناطق العسكري بمعلومات حول حصيلة العملية، إذ إن الجيش لا يزال يواصل عملياته، مؤكداً «إصابة بعض العناصر الإرهابية أو القضاء عليها وفق المعطيات المتوافرة إلى حد الآن». من جهة أخرى، حذر وزير الداخلية ناجم الغرسلي، في ندوة حول مكافحة الإرهاب نظمتها إدارة الحرس الوطني (الدرك)، من «ارتباط التهريب على الجهات الحدودية بالإرهاب، ما يعرض أمن البلاد القومي للخطر». وأكد الغرسلي أن وزارته بصدد إعادة تشكيل جهاز الاستعلامات الذي شهد اضطرابات عدة بعد الثورة، ما أحدث ثغرة في العمل الأمني والاستخباراتي في البلاد، مشدداً على ضرورة «فك الألغاز المرتبطة بالإرهاب والتهريب» على اعتبار أنهما مجالان يعملان في الجهات الحدودية التي تُستعمل في تهريب الأسلحة والمسلحين والبضائع من الجزائروتونس. في سياق متصل، دعت وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية لطيفة الأخضر إلى وضع «سياسة ثقافية منفتحة على مبادئ الإنسانية تشكل درعاً لمجابهة ظواهر التشدد والتطرف التي تهدد المجتمع وقيم الحداثة والديموقراطية» وفق قولها. وأوردت الأخضر، في حوار مع وكالة رويترز: «لقد برزت في الأعوام الأخيرة ظواهر الفكر التكفيري والحركات الجهادية المتطرفة. وتتخذ هذه التعبيرات أشكالاً إرهابية تتناقض مع المبادئ الإنسانية وهنا يأتي دور الثقافة في توفير الحماية وتقوية المناعة ضد هذه الأفكار».