استمر دوي الأسلحة النارية في مناطق الحدود السعودية المحاذية لليمن في سياق عمليات التمشيط التي تقوم بها القوات المسلحة السعودية لردع المتسللين المسلحين من الدخول إلى أراضيها. وعلمت «الحياة» أن القوات المسلحة كشفت وجود ألغام أرضية زرعها المسلحون في منطقة الشريط الحدودي، في وقت رصد فيه تبادل لإطلاق النار في قرية غراز الحدودية أمس لم يسفر عن إصابات في صفوف القوات السعودية. وكثفت القوات السعودية من الدوريات البحرية في مياهها الإقليمية لمنع وصول أي سلاح مهرب إلى المتمردين اليمنيين. وأجلت السعودية المزيد من سكان القرى الحدودية ونقلتهم إلى مراكز إيواء لضمان سلامتهم من عبث المتسللين. من جهة أخرى، اتهم وزير الإعلام اليمني حسن اللوزي «أيادي خبيثة وعميلة» بتوسيع نطاق تمردها وعدوانها للمساس بالسيادة الوطنية السعودية من خلال الاعتداء على منطقة جازان وقراها. وقال اللوزي ل «الحياة» إن المسلحين أرادوا تحويل القضايا الداخلية اليمنية إلى قضايا ذات طابع دولي، مؤكداً وجود تنسيق شامل بين اليمن والسعودية في المجالات الأمنية والسياسية والإعلامية. وذكر أن «حوزات ومرجعيات في إيران متورطة في التدخل في الشؤون اليمنية (...) ولها مآرب سياسية وأطماع خاصة في الوطن العربي». وقال محلل عسكري غربي ل «الحياة» إن مجريات الأحداث الحدودية لن تشهد مواجهات دراماتيكية كما يحدث في الحروب الأهلية والقتال بين الجيوش النظامية، «إذ إن الحدود السعودية مع اليمن تم تطهيرها من المعتدين طبقاً لما أعلنه مساعد وزير الدفاع والطيران الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، لكن متمردي اليمن يحاولون تطبيق تكتيكات حرب العصابات بتكثيف عمليات التسلل ومحاولات تهريب الأسلحة وزرع الألغام، ما يضطر القوات المسلحة السعودية لحسم تلك الهجمات في حينها». وأضاف: «ان القوات المسلحة السعودية تتحرك في مسرح عمليات ضيق جداً، بسبب التزامها بتعليمات قائدها الأعلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القاضية بعدم تجاوز الحدود السعودية، ما يتيح لها فرض رقابة مشددة على الشريط الحدودي والتصدي لأي محاولة لاختراق الأرض السيادية السعودية». وفيما أديت صلاة الميت على شهيد الواجب وكيل رقيب في مشاة البحرية السعودية عيسى المدخلي الذي استشهد أول من أمس في تبادل للنار مع متسللين مسلحين في جبل دخان، زارت «الحياة» مجلس العزاء في قرية الراكوبة التابعة لمحافظة صامطة، حيث أجمع المعزون على الافتخار بتضحيته من أجل وطنه. واستمرت المواجهات بين القوات المسلحة السعودية والمتسللين في عمليات أشبه بحرب العصابات، إذ إن المسلحين يستغلون وعورة المسالك الجبلية وصعوبة تضاريس المنطقة لتكرار محاولات التسلل، فتباغتهم القوات السعودية وتقوم بصدهم وطردهم وأسر بعضهم، خصوصاً في مناطق تبة ضلعة بن عنان وتبة محجر غازي وتبة متارس حطمان، حيث سيطرت القوات السعودية على عدد من المتاريس التي تتحصن بها العناصر المتسللة. وانضمت ماليزيا أمس إلى قائمة الدول التي تضامنت مع السعودية في ما تتخذه من إجراءات لضمان سلامة ترابها الوطني والدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها.