ينتظر المخرج السعودي عبدالخالق الغانم الضوء الأخضر ليبدأ بإخراج عمل جديد لنص كتبته هبة حمادة ويجمع في بطولته الفنانتين الأبرز خليجياً حياة الفهد وسعاد عبدالله اللتين غابتا عن العمل الثنائي فترة طويلة بعد أن شاركتا سوياً في عدد من الأعمال الخليجية التي أثرت المكتبات التلفزيونية قبل أعوام، ولكن الغانم رفض الكشف عن التفاصيل واكتفى بالقول: «لن أتحدث في تفاصيل العمل، وأتمنى أن يكون مفاجأة سارة للمشاهدين». كما أكد أنه يقوم بمحاولات جادة في البحث عن نصّ مميز ليتم إنتاجه لمصلحة التلفزيون السعودي، مؤكداً أن لديه نصوصاً جيدة من حيث الخطوط الجديدة التي تسلكها، مبتعدة بذلك عما اعتادت عليه الجماهير من الدراما السعودية. ومن خلال حديثه إلى «الحياة» أكد المخرج عبدالخالق الغانم أن الدراما السعودية وعلى رغم الشهرة التي حققتها وفرضها نفسها بقوة بين الأعمال العربية وما وجدته من جماهيرية كبيرة، إلا أنها لا تزال تفتقر إلى النصوص الجيدة والكاتب الجيد الذي يجدد في طرح المواضيع بعيداً عن التقليدية، إذ إن المواضيع المطروحة مستهلكة بشكل كبير وتنحصر في قصص الإرث والغيرة والغنى والفقر، ويضيف: «كل تلك الظروف تجعلني أعزز بحثي عن نص جيد ومبتكر يخرجنا من ذلك الإطار»، مشيراً إلى أنه يميل إلى الأعمال الشعبية سواء الكوميدية أم الدراما. ويرى الغانم أن الأعمال السعودية ينقصها المخرج الوطني الملم بالأوضاع المحيطة والقادر على التعاطي معها بالشكل المناسب: «المخرجون السعوديون قليلون، وربما لا يبرز منهم على الساحة اليوم سوى عامر الحمود وخالد الطخيم، ولا أشك في وجود أسماء أخرى ولكنها لا تظهر على الساحة بشكل قوي، إضافة إلى كون بعضهم تنقصه الخبرة». وأضاف: «المخرج السعودي يواجه صعوبات كبيرة على صعيد المناخ الفني في السعودية، إذ تنقصه الكوادر الفنية مثل المصوّر وفني الصوت والماكيير، الأمر الذي يضطر معه لاستقدامهم من الدول المجاورة، والأهم من ذلك هو نقص العنصر النسائي في الدراما السعودية». وأوضح الغانم أن نجاح الأعمال السورية يعود إلى توافر كل تلك العوامل التي تنقص الدراما السعودية: «العمل السوري يراه المشاهد سورياً متكاملاً من حيث الممثلات والممثلين واللهجة، لكن المشاهد للمسلسل السعودي قد سلم أمره بأن الممثلة التي يراها تتحدث بلهجة كويتية فعلاً سعودية». وأرجع عبدالخالق الغانم الأسباب العامة لضعف الدراما السعودية إلى غياب الأكاديميات المتخصصة في تدريس الفنون في جميع مجالاتها، مؤكداً أن توافرها يساعد في صناعة مناخ فني جيد إضافة إلى صقل المواهب. ورأى أن مسلسل «شعبان في رمضان» الذي أخرجه وعُرض هذا العام على شاشة التلفزيون السعودي وجد أصداء جيدة بشهادة كل من تابع العمل وشاهده، معترفاً بأن العمل لم يجد نسبة متابعة كبيرة من الجمهور بسبب توقيته الذي يتزامن مع توقيت عرض «طاش ما طاش» وأضاف: «لو أن العمل عُرض في أي وقت آخر لوجد متابعة جماهيرية أكبر».