تواصل صناديق التحوط المستثمرة في الأسواق الناشئة، استعادة وضعها، قبل أن تُمنى بخسائر قياسية عام 2008، بقوة مع تحقيق ربح مؤشر الأسواق الناشئة (إجمالي) 11.8 في المئة في الربع الثالث، بحسب البيانات الصادرة عن مؤسسة بحوث صناديق التحوط، المؤسسة الرائدة في مجال تقديم بيانات صناعة صناديق التحوط عن مكتبها في القاهرة امس. وازداد إجمالي رأس المال المستثمر في صناديق تحوط الأسواق الناشئة بنحو 10 بلايين دولار إلى 86.5 بليون في الربع الثالث من 2009. وربح مؤشر (إجمالي) الأسواق الناشئة 36.4 في المئة منذ بداية السنة وحتى تشرين الأول (أكتوبر)، وهو انعكاس حاد للخسارة القياسية بنسبة 37.2 في المئة منيت بها هذه الصناديق العام الماضي. وعلى رغم زيادة الأصول المرتكزة على الأداء، لا يزال المستثمرون حذرين فيما يخص بالاستثمارات الجديدة في الأسواق الناشئة، بحيث بلغ صافي تدفق رؤوس الأموال من المستثمرين للربع الثالث الماضي، تدفقاً خارجياً اسمياً قيمته 37 مليون دولار (0.037 بليون دولار). ولا يزال التخصص موضوعاً مهماً في استعادة صناديق تحوط الأسواق الناشئة لعافيتها، بحيث أن ما يربو على نصف هذه الصناديق يقع حالياً في الأسواق الناشئة. وتطبق هذه الصناديق استراتيجيات استثمار مبتكرة ومعقدة إذ يستثمر أكثر من 41 في المئة في الاستراتيجيات الكلية، والناشئة عن الأحداث، ومراجحة القيمة النسبية، وهي زيادة تقترب من 6 في المئة عن الربع الثالث 2008. وأطلقت مؤسسة بحوث صناديق التحوط أخيراً سلسلة مؤشرات جديدة تركز على خصائص محددة داخل قطاعي السلع والطاقة، وأسهم هذان المجالان في زيادة الأداء في صناديق الأسواق الناشئة. وبفضل ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية، ربح المؤشر السلعي الخاص بالمعادن 28.1 في المئة منذ بداية السنة. وعلى النقيض، تأخر أداء الصناديق المركزة على العملات عموماً نتيجة لزيادة اهتمام المستثمرين بالتعرض الهيكلي لضعف وضع الدولار، بحيث سجل المؤشر الخاص بالعملات تقدماً ضئيلاً بنسبة 0.18 في المئة في الربع الثالث من 2009. ولاحظت مؤسسة بحوث صناديق التحوط تطورات الفصل الثالث من السنة على المستوى الإقليمي كالآتي: - الشرق الأوسط - شمال أفريقيا: ربح مؤشر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 9.2 في المئة، مصحوباً بعدد قليل من الإطلاقات الجديدة لتعوض العدد ذاته من التصفيات. ولا يزال أكثر من 20 صندوقاً تحتفظ بتركيز حصري ومخصص للأقاليم بزيادة تفوق 50 في المئة منذ 2005. - أمريكا اللاتينية: ربح مؤشر أميركا اللاتينية 17.3 في المئة، ولا يزال أكثر من 100 صندوق تحتفظ بتركيز حصري ومخصص لإقليم أميركا اللاتينية. وتقع نسبة تزيد قليلاً عن 7 في المئة من صناديق الأسواق الناشئة في أميركا اللاتينية، وتأتي في المرتبة الرابعة بعد الولاياتالمتحدة، والمملكة المتحدة، وآسيا الناشئة على التوالي. - شرق أوروبا - روسيا: تقدم مؤشر روسيا على جميع أقاليم الأسواق الناشئة بربح 20.3 في المئة، وزيادة رؤوس الأموال المستثمرة في صناديق روسيا - أوروبا الشمالية بين 2.4 بليون دولار و 20 بليوناً. ويعتبر هذا الإقليم حالياً مقراً لنحو 3 في المئة من جميع صناديق التحوط الخاصة بالأسواق الناشئة. - آسيا: شهد مؤشر الصين تذبذباً شديداً في سوق الملكية المحلية مسجلاً ربحاً بنسبة 6.1 في المئة. ويركز أكثر من 470 صندوق على الاستثمار في آسيا الناشئة، ويقع أكثر من 50 في المئة منها في الصين، وسنغافورة، وأستراليا، وكوريا الجنوبية. وصرح رئيس مؤسسة بحوث صناديق التحوط كينيث هاينز قائلاً: «تستمر صناديق تحوط الأسواق الناشئة، استجابة للطلب العالمي، في وضع استراتيجيات أكثر تعقيداً، وتمثل الصناديق المركزة على الأسواق الناشئة فرصة لا بد من استغلالها من جانب المستثمرين العالميين، في ضوء اتجاه الانفصال الحالي».