كنهرٍ فقد صوابه على شفرة التردد كشباط من الصحو والمطر كغيمٍ حائرٍ بين الفصول لا يقين يعصمني من الآثام ولا مدن تجبر خاطري مكسور تحت شرفة المصادفة ممهور بتواقيع الأيام شفاه الأحبة نخرت وجنتيَ أشواق التراب عرَّشت في صدري أضلعي دالية الحنين صمتي شيفرة عصيَّة من هنا مر الفاتحون من هنا مرَ الغزاة والرعاة ومرَت قوافل المجوس والعرب الرحّل فما الذي ظل سوى ظِل وأشواق بعثرتها المحن لو كان للريح أن تنطق لو كان للريح أن تبوح! كل الأصوات التي باحت وناحت لا تزال هنا كل الهمسات، كل الرعشات لا مفرَ من اللوح المحفوظ لا مفرَ من المرآة أعطني إذاً لأدرك شيبي لأتلَمس ختم السنين في محياي لأعيش فصولي كلها ثمة ابتسامة تلوح ثمة سماء تضحك أعطني متعة التعاقب نشوة المعرفة أزح النقاب قليلاً ولا توصد الباب خذني كما أنا في ضحكتي حدائق بابل وفي كفي ألف فرات كل دمعة تصب في قلبي كل نجمة تهوي كل نهر يتبع مجراه الى مثواه الأخير كل ماء.