أجرى امس مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية السعودي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز محادثات في البنتاغون مع وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس. وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية ل«الحياة» أن الاجتماع الذي قارب الساعتين كان «ايجابيا ومركزا». وأكد أن «قضايا الأمن القومي والاستقرار الاقليمي لمنطقة الخليج» شكلا العنوان الرئيسي للمحادثات، مشددا على الأهمية القصوى التي تحتلها السعودية في استقرار وأمن المنطقة وامنها. وقال المسؤول أن الاجتماعات تطرقت الى «التهديدات الأمنية التي تواجه منطقة الخليج»، وأن الجانبين بحثا في سبل زيادة التعاون الدفاعي السعودي - الأميركي في وجه هذه التهديدات. جاء ذلك في الوقت الذي كشف الناطق الإعلامي لقطاع «المجاهدين» خالد بن قزيز أن عدد المتسللين من اليمن والذين قبض عليهم أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي السعودية منذ بداية المواجهات مع المسلحين حتى أول من أمس (الاثنين) بلغ 3090 متسللاً. وكان خالد بن سلطان اكد، خلال زيارة قام بها للملحقية العسكرية السعودية في واشنطن التي يزورها لحضور الاجتماع الاستراتيجي السعودي - الأميركي المشترك، «أن المواجهة مع المتسللين المسلحين بدأت بتسللهم الى حدود المملكة مع اليمن واستهدافهم لعدد من منسوبي سلاح الحدود واستشهاد أحد الضباط وجرح ما يقارب الخمسة». واوضح: «ان خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية الملك عبدالله بن عبدالعزيز أبدى تألمه واستياءه لما حدث، فآخر شيء تريده المملكة القيام بمثل هذا في أي مكان. فصدرت أوامره الواضحة والصارمة بالتعامل معهم (المتسللين المسلحين)، حيث انهم خانوا وطنهم قبل أن يخونوا جيرانهم فقامت القوات المسلحة بشيء مشرف ويدعو للفخر». وأشار إلى أن المتسللين «لجأوا إلى أشياء مخزية، إذ لجأوا للمدارس وبعض المباني فكان لابد من الحفاظ على أرواح المدنيين وإرجاعهم للخلف ليتم التعامل مع المعتدين المتسللين. فصب جل اهتمام الدولة رعاها الله للنازحين وإيوائهم وحفظ سلامتهم، واعتبرت المنطقة التي أخليت من المدنيين منطقة قتل»، مؤكداً حرص خادم الحرمين على «سلامة وحياة أي ضابط وأي فرد من العسكريين السعوديين». إلى ذلك، واصلت القوات المسلحة السعودية في منطقة جازان استعداداتها واستكملت تعزيزاتها العسكرية داخل الحدود السعودية وفي مواقع القتال على سفوح الجبال المطلة على الشريط الحدودي. ولاحظ مراسلو «الحياة» أمس، أن القوات السعودية تتقدم بشكل مستمر في جبل دخان والرميح وأم الدود، مع تكثيف الرقابة البحرية على المياه الاقليمية السعودية. وفي هذه الأثناء تمكنت القوات البحرية السعودية من رصد زورقين ليل أمس داخل المياه الاقليمية السعودية وعلى متنهما مسلحون بادروا بإطلاق النار باتجاه الدوريات السعودية الذين تعاملوا معهم بالمثل إلى أن تم استسلام جميع من عليهما. وقالت ل «الحياة» مصادر عسكرية «إن المتسللين بدأوا يستخدمون البحر للنفاذ إلى الأراضي السعودية، وخصوصاً بعد غروب الشمس»، ولفتت إلى أن القوات البحرية وحرس الحدود متأهبان «ولديهما المعدات والدراية الكافية للتعامل مع المتسللين سواء في النهار أو الليل». في غضون ذلك، تمكن مواطنون سعوديون من القاء القبض على 13 متسللاً حاولوا العبور إلى المملكة عبر جبال بني مالك ووادي خلب، قبل أن يستسلموا لهم الذين سلموهم بدورهم إلى الجهات المعنية لاجراء التحقيقات اللازمة معهم. وكان المتسللون الذين استسلموا للمواطنين يحملون أسلحة بعضها من النوع الثقيل، بحسب شهود عيان، في وقت حاصر رجال القوات المسلحة 3 متسللين بعد عبورهم الأراضي السعودية في محافظة الداير، ما أجبرهم على الاستسلام لاحقاً. من جهة ثانية، وقع اشتباك محدود بين القوات السعودية ومتسللين ظهر أمس في الحدود المطلة على جبل دخان، وذلك أثناء تمشيط القوات السعودية للمنطقة، وفور تحديد مصادر اطلاق النار في الجبال، تعاملت المدفعية السعودية معهم إلى أن تم اسكات مصادر النار. وفي صنعاء، بثت وزارة الدفاع اليمنية تسجيلاً مصوراً يظهر سيطرة وحدات عسكرية على مواقع وتحصينات جبلية كانت تحت سيطرة المتمردين «الحوثيين» في مناطق متفرقة من محافظة صعدة شمال غربي البلاد. جاء ذلك في وقت اعتقلت وحدات الجيش والأمن 18 «حوثياً»، بينهم القائد الميداني عبد الله محمد سالم الشيخ، إضافة إلى قتل نحو 40 آخرين. وقالت مصادر عسكرية إن وحدات من الجيش «تمكنت من السيطرة على عدد من التباب والمرتفعات في منطقتي شرق وجنوب جبل وهبان، ومن بينها موقع غازي ومحاجر عدوان، وكبدت العناصر الحوثية خسائر كبيرة في الأرواح». وتمكنت وحدات أخرى بالتعاون مع متطوعي الجيش الشعبي من السيطرة على تباب غراز وتطهيرها من عناصر «حوثية». وكانت المعارك الدائرة بين الجيش اليمني والمتمردين «الحوثيين» تواصلت حتى مساء أمس في منطقة الملاحيظ قرب الحدود مع السعودية، فيما قال الناطق باسم الجيش العقيد عسكر زعيل إن القوات الحكومية واصلت فرض الحصار على إحدى حواري مدينة صعده القديمة تسمي حارة الدرب منذ أكثر من شهرين، لافتاً إلى وقوع مواجهات خفيفة في منطقة المقاش ومحضة. وفي طهران (رويترز)، نقلت «وكالة انباء الجمهورية الاسلامية» الايرانية الرسمية عن الجنرال حسن فيروز ابادي رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية قوله ان «قتل اليمنيين الشيعة... يشكل خطورة بالغة على الاسلام والمنطقة». وبعدما انتقد السعودية حذر من ان الوضع قد يمتد عاجلا او اجلا «ليشمل جميع المسلمين في كل مكان.» خالد بن سلطان: من يمد يديه للسلام فأيدينا ممدودة ومن تعدى قُطِعَتْ يده صحافيون يبحثون عن التميّز على «خط النار»! تدمير زورقين على متنهما «مسلحون»... والقبض على 3090 متسللاً لمزيد من التفاصيل