خطت هيئة دوري المحترفين السعودية في عامها الأول خطوات واسعة في عالم الاحترافية والتطوير الفعلي لأشهر لعبة رياضية في دول العالم لعبة كرة القدم، وأسهمت القرارات الرائعة التي اتخذتها لتطوير الأندية السعودية وزيادة مداخيلها المادية وتطوير الكوادر الإدارية والفنية والارتقاء بمستوى الحكام والمدربين الوطنيين في إعطاء الدوري السعودي المزيد من القوة والجمالية والروعة الأدائية والحماسة الحقيقية والتنافس الفعلي الذي استمر حتى الدقائق الأخيرة من النزالات الكروية، سواءً في قمة الترتيب أم في القاع الذي لم يحدد حتى الآن هوية الفريق الثاني الهابط إلى مصاف الدرجة الأولى مع فريق الوطني، بعد تساوي فريقي الرائد وأبها في معدل النقاط وضرورة الاحتكام إلى مباراتين فاصلتين ذهاباً وإياباً لتحديد من سيبقى في دوري المحترفين السعودي لعام جديد ومن سيرحل لدوري الأولى، ما يؤكد قوة التنافس في دوري المحترفين السعودي الأقوى في الوطن العربي الكبير، وربما يكون كذلك في القارة الصفراء في القريب العاجل، فيما تتطلّع القيادة الرياضية إلى جعله من أفضل 20 دوري كرة قدم في العالم مع حلول عام 2013. وبذل نائب الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس هيئة دوري المحترفين السعودي الأمير نواف بن فيصل جهوداً جبارة في سبيل تطوير الدوري السعودي وفق خطط علمية مدروسة طموحة، تثري العمل وتضمن تحقيق نتائج تتوافق مع الأهداف المرسومة لمخطط التطوير، وكان لمؤتمره الصحافي التاريخي الذي عقده في المنطقة الشرقية إبان دورة كأس آسيا للشباب وإعلانه عن خطة العمل لدوري المحترفين المقترحة خلال الأعوام الخمسة من 2009 إلى 2013 دور كبير في توضيح معالم المميزات والإيجابيات التي من شأنها أن تدعم جميع الأندية المحلية بمختلف شهرتها وشعبيتها ومناطقها في دوري المحترفين، وأسهمت المكافآت العاجلة التي رصدتها الهيئة للفرق الفائزة في منحها الحقوق كاملة التي تضمن لها حرية التنافس المشروع وحق الحصول على المكافأة المالية تقديراً للأداء المميز والسعي الحثيث لتحقيق الانتصار، إذ قررت هيئة دوري المحترفين أن يحصل الفريق الفائز في أي مباراة من الدوري على جائزة مقدارها 50 ألف ريال تم اعتمادها وصرفها بأثر رجعي، وجائزة اللعب النظيف مقدارها 500 ألف ريال، وغيرها من المزايا والهدايا التي أعلنت عنها الهيئة عبر قائدها الشاب في تلك الفترة. وحظيت التحركات التطويرية لدوري المحترفين السعودي بإعجاب وتقدير واحترام الكثير من المسؤولين في القارة الآسيوية، ووصف رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام هذه الخطوات التي اتخذتها هيئة دوري المحترفين السعودي بأنها تجسيد لتنامي سلسلة التطوير الكروي الاحترافي في السعودية، مؤكداً أنها خطوات كبيرة وإيجابية تستحق التقدير في مجال الصناعة الاحترافية لكرة القدم، ويجب ألا تتوقف تلك الخطوات عند حد معين، وقال رئيس الاتحاد الآسيوي في تصريح بعد المؤتمر الصحافي لرئيس هيئة دوري المحترفين السعودي: «الصورة الاحترافية يجب أن تكون مكتملة الأركان حتى تتحقق الفائدة القصوى، ما يعني أن كل عناصر اللعبة من دون استثناء لا بد أن تظهر في الصورة، وهو ما تفعله السعودية في برامجها الحالية التي تتوافق مع الرؤية الآسيوية». كما أشاد رئيس لجنة دوري المحترفين في الاتحاد الآسيوي الياباني سابورو كاوابوتشي بقرارات هيئة دوري المحترفين السعودي: «السعودية من أسرع الدول مقدرة على التغيير للأفضل، ولم نكن نتوقع أن تظهر تلك المتغيرات في الكرة السعودية بهذه السرعة العالية، وهذا يدل على أن من يقوم على العمل الاحترافي يعمل بشكل جيد ومثمر». وعلى رغم ظهور بعض الانتقادات من مسؤولي الأندية بين الفينة والأخرى خلال الموسم الرياضي الحالي، التي تعرضوا فيها لبعض الجوانب التي يرونها سلبية من الهيئة، وتحديداً في ما يتعلّق بتأخر صرف مكافأة الفوز، وعدم البحث عن شركات راعية للأندية الصغيرة في المناطق المشاركة في دوري المحترفين، إلا أنها انتقادات عادية تحدث في كل مجال ولا تؤثر في حجم العمل المبذول من أعضاء الهيئة، وهذه الانتقادات القليلة لا تقارن نهائياً بالانتقادات الدائمة التي تتعرض لها الكثير من اللجان العاملة في الأمانة العامة لاتحاد الكرة، التي كانت وما زالت سنوياً تتلقى سيلاً من الاتهامات الساخنة والانتقادات الحادة من مسؤولي الأندية السعودية، سواءً التي تنافس على مراكز المقدمة أم التي تحاول الابتعاد عن مراكز المؤخرة.