وصف الناقد أثير السادة تجربة «المستحيل الأزرق»، التي جمعت بين نصوص الشاعر قاسم حداد، والمصور صالح العزاز، بأنها «امتحان للشعر أكثر منه للصورة». وقال في ورقة قدمها في مقهى النادي الأدبي في المنطقة الشرقية، مساء الاثنين الماضي وعنوانها «مزاوجات الشعر والصورة... إشكالات التواصل والتأويل»: «إن الصورة تختال في حضورها التام، مستقلة عن شروط الشعر، فيما يجهد الشعر لملاحقة الصورة، والتحايل على شروطها لإنتاج قصيدة لا تدعي انقطاعها عن الصورة، إلا أنها تلمح إلى قدرتها على التأثير فيها، وذلك عبر استحضار معان خبيئة تارة، واستعارات تتحدى صرامة الواقع في بناء الأشياء داخل الصورة تارة أخرى». وأكد السادة، أن الاحتفاء في التجربة «كان سيد الموقف، لذلك خرجت التعليقات والقراءات النقدية، لتحتفي أكثر من أن تختبر هذه العلاقة الإشكالية بين الجنسين الإبداعيين، وحمل هذا الاحتفاء الكثير من التباينات على مستوى توصيف التجربة». وعزا السبب إلى كون «الشاغل الأساسي في غالبية ما نشر من نقد حول التجربة، قاصراً على وصف ما جرى بين الاثنين لحظة اللقاء». ولفت إلى وجود «شهوة توصيفية، ونزعة حسية إلى جانب شهوة تأويلية تتحكم في اتجاه الكتابة لدى حداد»، مرجحاً أن جملة الصور التي تتناول موضوعة الصحراء، «يمكن أن تعطي انطباعاً مجملاً حول المجموعة، إذ ثمة ما يشبه المراوحة بين الانضباط ضمن حدود الصورة والخروج عليها، ما بين الركون إلى جاذبيات الظاهر من الصورة والافتراق عن مفرداتها وإيحاءاتها». ونفى وجود «وتيرة واحدة أو إيقاع مستقر لشكل العلاقة، الأمر الذي يدفع إلى السؤال أحياناً عن قيمة النص وجودته». وتوقع أن يؤدي «إعمال التحليل والنقد إلى اكتشاف الفارق الجمالي والثقافي في التعاطي مع ثيمة الصحراء بين العزاز والحداد». وقال إن العزاز «يبحث عن ذاته من خلال فوتوغرافيا الأماكن الأثيرة لديه، هو القادم من بيئة متشاكسة مع الصحراء. أما الحداد فيحيط في كل فصول ذكرياته، ولا يملك حرارة الذاكرة التي تحرضه على التعالق بالنحو نفسه مع ثيمة الصحراء». كما طرح السادة، في جلسة المقهى التي أدارها القاص عبدالله النصر، تساؤلات عدة، حول «نوع العلاقة بين الصورة والنص الشعري، هل هي علاقة حوارية، أم علاقة تواصل وتنازع؟ وهل هي علاقة تركيبة أم تداخل؟ وهل يمارس أحدهما هيمنة أكثر على الآخر، أم يكملان بعضهما بعضاً؟». وأثارت هذه التساؤلات جدلاً واسعاً بين الحضور.