أعلن الجيش المصري قتل أكثر من 173 «إرهابياً» في مدن شمال سيناء وتدمير «كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر وبؤر تجمع المسلحين» خلال الشهر الماضي، في أوسع عمليات يقوم بها الجيش في شبه جزيرة سيناء، منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في تموز (يوليو) 2013 وتفجر العنف في المنطقة. وأعلن الجيش أمس بياناً تفصيلياً بنتائج عملياته العسكرية في سيناء بعد إنشاء القيادة العسكرية الموحدة لشبه الجزيرة بقيادة الفريق أسامة عسكر في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي إثر هجوم دامٍ استهدف ضاحية السلام الأمنية في العريش التي تضم مقرات عسكرية وأمنية، بقذائف الهاون والسيارات المفخخة والانتحاريين، ما أسفر عن مقتل عشرات العسكريين والمدنيين. ولم تعلن السلطات عدد القتلى. كما تشن مصر حملات دهم على الحدود مع قطاع غزة، تستهدف طمر الأنفاق التي تقول إنها تستخدم في تهريب أسلحة إلى سيناء، بهدف دعم الجماعات المتشددة في حربها ضد الجيش والشرطة. وقررت القاهرة إقامة منطقة عازلة على الحدود مع غزة انتهت من مرحلتها الأولى بعمق 500 متر، وتعكف على إتمام المرحلة الثانية بعمق 500 متر أخرى غرب الحدود الدولية، وذلك إثر هجوم دامٍ على مكمن «كرم القواديس» العسكري في شمال سيناء في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي قتل فيه أكثر من 30 جندياً. وتم إخلاء مئات المنازل وهدمها، وتحويل منطقة الحدود منطقة عسكرية تتبع القوات المسلحة. وصرفت الحكومة تعويضات اقتربت من بليون جنيه (الدولار يعادل نحو 7.5 جنيه) لأصحاب هذه المنازل. وأعلن الجيش أمس قتل 17 «إرهابياً» في مدينة العريش، وأكثر من 127 «إرهابياً» في الشيخ زويد، و29 «إرهابياً» في رفح. وأنشئت قيادة موحدة لمنطقة شرق القناة بعد هجوم العريش تولت مهامها مطلع الشهر الماضي، وتمت مراجعة الخطط الأمنية والعسكرية في سيناء، وأعلنت أمس نتائج العمليات العسكرية لأول شهر في ظل هذه القيادة. وبدا أن الجيش حقق نجاحات في سيناء اتضحت في عدد القتلى بين صفوف الجماعات المسلحة، ومنهم قياديون في جماعة «أنصار بيت المقدس» التي أعلنت البيعة لتنظيم «الدولة الإسلامية – داعش»، إضافة إلى حجم الأسلحة والذخائر التي تم تدميرها، وبؤر تجمع المسلحين، إثر معلومات استخباراتية قادت إلى تنفيذ تلك الضربات. وأحصى الناطق باسم الجيش العميد محمد سمير في بيان أمس قتل 173 «إرهابياً»، إضافة إلى تدمير 3 سيارات مُفخخة كانت مُعدة لاستهداف مواقع أمنية وقتل من فيها. وقال إن قوات الجيش نفذت خلال شباط (فبراير) الماضي «عدداً من المداهمات ضد العناصر الإرهابية في مدن العريش والشيخ زويد ورفح». وأوضح أن قوات الجيش «نجحت في التصدي لهجوم عدد من العناصر الإرهابية على مكمن عسكري في العريش، وتم التعامل مع المهاجمين وقتل واحد منهم من دون حدوث خسائر مادية أو بشرية في صفوف القوات، كما تم استهداف 12 إرهابياً بنيران مروحيات مسلحة أثناء فرارهم بسيارات، ما أسفر عن مقتلهم جميعاً وتدمير السيارات التي كانت تقلهم، كما قُتل 4 إرهابيين أثناء مداهمات في المدينة». وأشار إلى توقيف 13 مطلوباً بينهم اثنان ينتميان إلى تنظيم «أنصار بيت المقدس»، إضافة إلى توقيف 109 مشتبهين بينهم فلسطينيان. وقال إن قوات الجيش «دمرت 22 مقراً ومنطقة تجمع خاصة بالعناصر الإرهابية، 32 سيارة و 17 دراجة بخارية تستخدم في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة». ولفت إلى ضبط بندقية آلية وقنبلتين يدويتين وتفجير ثلاث عبوات ناسفة من بُعد زرعها «إرهابيون» لاستهداف القوات أثناء إدارة أعمال القتال. وسقط العدد الأكبر من القتلى في صفوف الجماعات الإرهابية في سيناء في مدينة الشيخ زويد، إذ أوضح الناطق أن قوات تأمين قسم شرطة الشيخ زويد «نجحت في إحباط محاولة إرهابية لتفجير قسم الشرطة في المدينة باستخدام عربتين مفخختين تم تدميرهما من بُعد وقتل الإرهابيين على متنيهما». وأشار إلى أن «قوات أحد المكامن العسكرية تصدت لهجوم إرهابي بقذائف الهاون والنيران وتم التعامل مع الإرهابيين، وقتل مصطفى مزيج فريد عضو تنظيم أنصار بيت المقدس من دون حدوث خسائر مادية أو بشرية في صفوف القوات، كما تم استهداف أحد مقرات العناصر الإرهابية أثناء اجتماع 28 إرهابياً لتجهيز عدد من العبوات الناسفة تمهيداً لاستخدامها ضد عناصر الجيش والشرطة، ما أسفر عن تدمير المقر بالكامل ومقتل جميع العناصر الإرهابية الموجودة داخله». ولفت إلى أن «إرهابياً» قُتل بعد استهدافه بنيران القوات أثناء محاولته زرع عبوة ناسفة إلى جوار مكمن للجيش، «فضلاً عن استهداف عدد من المقرات الخاصة بالعناصر الإرهابية بعد ورود معلومات استخباراتية مؤكدة عن تجمع عناصر إرهابية في داخلها، ما أسفر عن مقتل 78 إرهابياً بينهم خليل أبو دراع عضو جماعة أنصار بيت المقدس». وأشار إلى قتل 4 «إرهابيين» بنيران مروحيات مسلحة أثناء فرارهم داخل إحدى السيارات، وقتل 7 «إرهابيين» وجُرح 7 آخرون أثناء «تنفيذ غطاء جوي بمروحية مسلحة لتأمين أعمال القوات خلال المداهمات»، وقتل 8 «إرهابيين» أثناء أعمال المداهمات. وأوضح أن القوات ضبطت «10 مطلوبين أمنياً بينهم 3 من أعضاء تنظيم أنصار بيت المقدس وأوقفت 126 مشتبهاً بهم، ودمرت 48 مقراً ومنطقة تجمع للعناصر الإرهابية، و36 سيارة و94 دراجة بخارية، وفجرت سيارة مياه مُفخخة وعبوة ناسفة من بعد، ودمرت مخزن وقود خاصاً بالعناصر الإرهابية، ومخزن أسلحة وذخيرة ومواد تستخدم في صناعة العبوات الناسفة». وفي مدينة رفح، أشار إلى أن قوات الجيش «تصدت لهجوم إرهابي» بنيران متنوعة من قذائف الهاون و «آر بي جي» والأسلحة الآلية، استهدف مكمناً عسكرياً، ما أسفر عن مقتل 3 «إرهابيين». وأوضح أنه تم استهداف «اجتماع لواحد وعشرين فرداً إرهابياً داخل أحد المقرات، ملحق به مخزن لمادة متفجرة تستخدم في إعداد العبوات الناسفة، ما أسفر عن تدمير المقر والمخزن بالكامل ومقتل جميع العناصر الإرهابية بداخله»، كما تم قتل 5 «إرهابيين» أثناء أعمال المداهمات، وضبط 7 مطلوبين أمنياً و90 مشتبهاً بهم، وتدمير 15 «مقراً ومنطقة تجمع للعناصر الإرهابية»، و10 سيارات و 125 دراجة بخارية، وتفجير سيارة مفخخة وعبوتين ناسفتين من بعد، وضبط قذيفة «آر بي جي»، وجهاز حاسوب «يحتوي على جميع الأعمال العدائية والتفجيرات التي تمت ضد القوات المسلحة والشرطة، و5 ألغام مضادة للدبابات».