القاهرة- ا ف ب - أدت أعمال العنف التي وقعت على هامش مباريات التأهل لمونديال 2010 إلى توتر العلاقات بين مصر والجزائر اللتين تتبادلان الاتهامات بالتصعيد. وعلى رغم تأكيد مسؤولي البلدين في تصريحاتهم الرسمية الطابع التاريخي للعلاقات «بين البلدين الشقيقين»، تنشر الصحف اتهامات متبادلة، كما يتبادل البلدان استدعاء الديبلوماسيين ونشر البيانات الرسمية الجافة. واعتبرت صحيفة الدستور المستقلة أن «الاعتداء على المصريين في الجزائر يؤكد أن العلاقات المصرية الجزائرية في ازمة خطيرة بسبب مباراة كرة قدم». واتهمت صحيفة نهضة مصر من جهتها الصحافة الجزائرية ب «دق طبول الحرب ضد المصريين» عشية المباراة الحاسمة بين «الخضر» و «الفراعنة» التي ستجرى الاربعاء في استاد ام درمان في الخرطوم. وفي الجزائر، قالت صحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية «إذا كانت الأخوة المصرية الجزائرية المفترضة تواجدت في الماضي فقد ثبت اليوم ان زمنها فات». وألمحت الصحيفة إلى ان الأزمة الراهنة قد تدفع الجزائر إلى إعادة تقويم علاقاتها مع مصر. وقالت الوطن: «لن يصدق احد اليوم ان ما حدث في القاهرة ليس سوى رد فعل من مشجعين متحمسين (...) اذا ما تأكد ان ما حدث تم التفكير فيه وإعداده على مستوى عال، فإنه سيكون على السلطات الجزائرية ان تسير في اتجاه حركة التاريخ» وتستخلص النتائج اللازمة. وتم استدعاء السفير المصري في الجزائر والسفير الجزائري في مصر لإبلاغهما باحتجاجات على أعمال العنف التي وقعت في بلد كل منهما. وكانت الحافلة التي اقلت المنتخب الجزائري من مطار القاهرة إلى الفندق الذي اقام فيه تعرض للرشق بالحجارة الخميس الماضي ما ادى إلى إصابة ثلاثة لاعبين. كما وقعت مشاجرات عقب مباراة السبت في القاهرة بين مشجعين مصريين وجزائريين اوقعت 32 جريحاً من بينهم 20 جزائرياً و12 مصرياً، وفق البيانات المصرية الرسمية. واتهم السفير الجزائري في مصر عبدالقادر حجار الإعلام المصري بأنه السبب في ما تعرض له الجزائريون بسبب «الشحن الإعلامي الخاطئ والزائد عن الحد» قبل مباراة السبت الماضي. وفي الجزائر، تعرضت مكاتب شركات مصرية من بينها مصر للطيران واوراسكوم تليكوم والسويدي والمقاولون العرب لهجمات المشجعين الجزائريين الأحد والاثنين. وقامت السلطات الجزائرية بنقل بعض المصريين من أماكن إقامتهم إلى مناطق أكثر امناً لحمايتهم. ونشرت الصحف الجزائرية تقارير تبين انها خاطئة حول مقتل جزائريين على يد مشجعين مصريين وهو ما أثار استياء المسؤولين المصريين والشارع المصري. لكن البلدين قاما ببعض الخطوات للتهدئة. من جهة، نفت الجزائر رسمياً مقتل اي جزائري في مصر. ونفت مصر من جانبها ان تكون وزارة العمل الجزائرية قررت «ترحيل» العاملين المصريين في الجزائر. وكانت الصحافة الحكومية المصرية اكثر هدوءاً من قبل. وعلى رغم ان الجزائر ومصر عضوان في الاتحاد الافريقي وفي الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي الا ان العلاقات تمر احياناً بأوقات صعبة. ويأخذ الجزائريون على الشركات المصرية العاملة لديها انها تحول ارباحها الى مصر بدلاً من اعادة استثمارها في الجزائر وهو انتقاد موجه اساساً لشركة اوراسكوم للاتصالات. غير ان وزير الخارجية المصري السابق احمد ماهر يؤكد ان «الروابط بين البلدين اكبر من مثل هذه الازمة». ويذكر ماهر بأن «مصر ساندت حركة التحرر الجزائرية بقوة بينما ساندنتا الجزائر في حروبنا ضد إسرائيل».