لن اتشاءم كثيراً، ولن اتفاءل كثيراًً أيضاً، فقط ذهبت إلى المدرسة لآخذ ابني منها فوجدت رجلاً يحتاج إلى مساعدة، وهو البواب، فهؤلاء هم عماد الوطن يتكالبون على هذا الطاعن في السن متدافعين من أجل الخروج من سجن المدرسة البغيض. متى يأتي اليوم الذي يحب هذا الجيل المدرسة، فقط يتريث حتى يخرج زملاؤه من الباب الرئيس.. ذهبت إلى بعض الورش لإصلاح سيارتي، فوجدت سيارات لاحصر لها معطلة لا تشكو من شيء ميكانيكي، إلا بقدر ما أصابها من أضرار نتيجة اصطدام ما، ولكل سيارة قصة، بعضها إصابات والآخر إعاقات، وثالثة ودع أصحابها الحياة، واشتراها من يريد أن يودع الحياة هو الآخر، ولا أحد أحسن من أحد. متى نجد حلولاً لمشاكل المرور المتفاقمة؟ نحتاج كلنا إلى المزيد من التدريبات على القيادة الصحيحة. ذهبت إلى بعض حفلات الخطوبة التي انتشرت من دون وجه حق، فوجدت أن المصروف عليها يُزوج عشرة أشخاص، وليس ليقيم لهم حفلة خطوبة، وتساءلت كيف ستكون حفلة الزواج الرئيسة للرجال ومثلها للنساء، فقررت عدم الحضور. ذهبت إلى شارع الملك عبد الله بالخبر حفظه الله ورعاه فوجدت كل إشارة مرور تقريباً عليها متسول، ولا أدري هل هم مستحقون حتى نتصدق عليهم أم كذبة مأجورون؟! ولا أدري هل عجزت وزارة الشؤون عن حل هذه المشكلة البسيطة، رغم جهودها الطيبة. سمعت أصوات حفريات أمام منزلي، فاستفسرت، فإذا هم يعملون لإيجاد إنارة في الشوارع ففرحت كثيراً، ولكن بعملية حسابية بسيطة وصلت إلى أن شارعنا حفر عشر مرات، فلماذا لا يتم الحفر مرة واحدة فقط لوضع كل تلك الخدمات، وتذكرت أنني كنت في إيطاليا في الثمانينات فسمعت أصواتاً من تحتي في أحد الشوارع، فنظرت خائفاً، فوجدت العمال تمشي في نفق جمع كل الخدمات من أولها إلى آخرها، والشارع فوق لا يزال على كبريائه لم يُمس والناس يسيرون عليه ولم يلاحظوا شيئاً، وهي إيطاليا من أقل الدول الأوروبية دخلاًً. والطامة الكبرى تلك المباراة بين أم الدنيا وبين حفيدة الاستعمار الفرنسي، والتي تحولت من تبادل المساعدات والمصالح سواء في حرب التحرير الجزائرية، أو في العدوان الثلاثي الغاشم على مصر... إلى ثارات كروية، تنم عن فشل تنموي في كل شيء تقريباً، على رغم القدرات الكبيرة للبلدين، ماعدا الكرة الصناعة الإنكليزية! ياليتنا كأمة عربية نفشل كلنا في الكرة وننجح في بقية الأشياء، ولكن في المقابل، أليس لهؤلاء الشباب بل هذه الأمة الحق في أن تفرح ولو كروياً على الأقل، الجواب: طبعاً لها الحق... ولكن بشكل لا يبعث على التشاؤم من أن تكون الكرة كل شيء، نعم كل شيء والبقية لا شيء. أخيراً خفت أن أذهب إلى الحلاق المصري الذي أرتاح لحلاقته الليلة حيث النتائج غير مضمونة فلديه أمواس حادة، ومن يضمن أن يخسر منتخبه وهو يحلق لي، السلامة ولا الندامة، والعمر ليس بعزقة كما يقول المثل المصري أيضاً.