لم يظهر عقب الإجتماع الثاني للجنة البيان الوزاري الذي عقد أمس برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري، أي خلاف أو تحفظ إلى العلن في ما يتعلق ببند سلاح المقاومة، خصوصاً ان وزير الإعلام طارق متري تجنب الإجابة عن أسئلة الصحافيين حول هذا الأمر، مؤكداً أن «جو النقاش كان جيداً جداً». وعقدت اللجنة التي انضم إليها ممثل حزب الكتائب وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ بعد غيابه عن الاجتماع الأول، وحضور جميع الأعضاء وزراء: العمل بطرس حرب، الإعلام متري، الداخلية والبلديات زياد بارود، الدولة جان أوغاسبيان، الخارجية والمغتربين علي الشامي، الدولة وائل أبو فاعور، الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش، الطاقة والمياه جبران باسيل، الدولة يوسف سعادة، الاتصالات شربل نحاس والمال ريا الحسن. وقال متري بعد الجلسة التي استمرت نحو 3 ساعات، إن الحريري رحب في بدايتها بالوزير الصايغ، مشدداً على «أننا نعمل وسنعمل كفريق واحد». وأضاف متري: «كان جو مناقشاتنا جيداً جداً وطغى عليه الاهتمام بالوصول الى اتفاق في كل القضايا التي إثارتها المسودة الأولى للبيان الوزاري. كان همنا في هذا الاجتماع أن نحافظ على ما يجمعنا و يعزز اتفاقنا، ويشغلنا ذاك الحرص على جو الاستقرار السياسي الذي أشاعه تأليف الحكومة والذي كانت له تأثيرات ايجابية على غير صعيد بما في ذلك على الصعيد الاقتصادي». وتابع: «ناقشنا الجزء السياسي من مشروع المسودة الأولى بإسهاب، وأنجزنا الكثير، وما زال أمامنا بعض العمل لجهة صوغ الجزء السياسي، وسنجتمع غداً (اليوم) عند الساعة الخامسة والنصف لمناقشة الجزء المتعلق بالسياسة الاقتصادية الوارد في المسودة الأولى»، موضحاً أن «اجتماعاتنا ستكون يومية ونرجو أن نسرع في إنجاز البيان الوزاري وأن نراعي مبدأين قد يبدو أنهما متناقضان، لكنهما ليسا كذلك، أن يكون بياننا شاملاً لكل القضايا التي يعتبرها الوزراء جديرة بأن تثار في البيان الوزاري ولكن مقتضبة». وأوضح: «نحن هنا كي نسمع ملاحظات بعضنا بعضاً، لكننا لسنا في طور التحفظ عن أي شيء بل في طور صوغ توافقات وترجمة ذلك بصوغ نصوص». «هل بحثتم في بند المقاومة والسلاح؟» فأجاب: «تحدثنا في هذه القضية وسواها من القضايا المذكورة في الجزء السياسي من المسودة وتحاورنا وتقدمنا كثيراً على طريق صوغ كل المواد». «وهل التقدم يشمل سلاح المقاومة؟» قال: «ناقشنا كل المسائل بما فيها هذه المسألة وتقدمنا كثيراً». وأضاف: «ناقشنا كل المسائل القديم منها والجديد وتقدمنا معاً نحو صوغ مشترك لكل هذه القضايا». وسئل متري: «هل صيغت الفقرة المتعلقة بالسلاح؟» فأجاب: «هناك عمل مستمر، ونحن كنا وزعنا مشروع مسودة أولى ولا يمكن أن نصوغ بياناً وزارياً انطلاقاً من المسودة الأولى، هناك مسودة ثانية وثالثة لكننا تقدمنا كثيراً والجو كان جيداً جداً»، مؤكداً: «أننا نعمل بسرعة وسنجتمع كل يوم وسنحاول إنجاز البيان الوزاري في أقرب فرصة ممكنة». وكان متري قال قبل الاجتماع، إنه وضع «جزءاً من المسودة الأولى للبيان الوزاري يتناول الوضع السياسي والسياسة الاقتصادية، والباقي يخص أولويات الوزارات، والاتجاه هو انجاز البيان بسرعة من دون التكهن بموعد الانتهاء من انجازه». وقال أبو فاعور من ناحيته، إن «مسودة مشروع البيان الوزاري صيغت بطريقة مقتضبة من دون اجتزاء، أما في ما يتعلق بالبند السياسي في البيان الوزاري والمتعلق بموضوع سلاح المقاومة والاقتراح ان يكون هو نفسه كما كان في البيان الوزاري السابق، وهناك بند ناظم في المقدمة لالتزامات الدولة وتوجهاتها وسلطتها ومرجعيتها». وعن ملاحظات «اللقاء الديموقراطي» قال: «هناك نقاط غير واردة في البيان مثل الجامعة اللبنانية، المدرسة الرسمية، واستقلالية القضاء، والاملاك البحرية، كذلك هناك نقاط اخرى في حاجة لنقاش. أما بالنسبة الى موضوع الخصخصة فالموضوع أيضاً في حاجة الى نقاش وجدوى الخصخصة لا يحتاج الى موقف عقائدي جامد وعلينا البحث في كل قطاع على حدة، بحسب مصلحة الدولة ومصلحة المواطنين اللبنانيين». وأمل بأن «يلتزم الجميع الموعد الذي حدده رئيسا الجمهورية والحكومة قبل عيد الاستقلال، واعتقد ان الأمر بحاجة إلى جهد إضافي، وهذا الأسبوع سيكون أسبوعاً حاسماً». أما ممثل «حزب الله» الوزير فنيش، فأعرب عن أمله بأن «لا يكون هناك خلاف حول البيان الوزاري». نشاط الحريري وكان الحريري التقى في حضور مستشاره للشؤون الخارجية محمد شطح ومدير مكتبه نادر الحريري، السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي وناقش معه الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية. وأوضح القناعي أنه نقل إلى الحريري «تهاني القيادة الكويتية وعلى رأسها تمنيات أمير البلاد لمناسبة تشكيل الحكومة اللبنانية الشقيقة، وتمنيات الحكومة الكويتية له بالنجاح والتوفيق، وللبنان الشقيق دوام الأمن والاستقرار». وكذلك التقى الحريري السفير المصري لدى لبنان أحمد فؤاد البديوي على رأس وفد من السفارة، هنأه ب«تشكيل الحكومة»، مؤكداً له «دعم مصر الكامل قيادة وحكومة وشعباً». والتقى الحريري أيضاً وفداً من حزب الكتائب ضم الوزير الصايغ والسيدة باتريسيا بيار الجميل وعضو المكتب السياسي ميشال خوري، سلمه دعوة الى المشاركة في قداس الذكرى السنوية الثالثة للوزير بيار الجميل. واستقبل الحريري وفداً من قيادة الجيش وجّه إليه دعوة الى حضور الاحتفال الذي سيقام لمناسبة عيد الاستقلال في 22 من الشهر الجاري. كما التقى الحريري المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي واطلع منه على الأوضاع الأمنية في البلاد.