يعترف منصور النقيدان أنه أتيحت له في سنوات الصبا أن يلعب مع البنات كثيراً، ويضيف: «عندما شارفت على الثانية عشرة كنت مع أقراني نشعر بسعادة غامرة في الأعياد حينما نظفر بقبلة على الخد من إحداهن في سلام العيد، لكنه كان شيئاً عفوياً وبريئاً، مع أصحابي كنا بعيداً عن الرقباء نقوم في أحاديثنا بتقاسم الفتيات الجميلات وربما تنازعنا على واحدة منهن». ويستطرد: «كان هناك صبية بارعة الجمال، كنا نصاب بالهوس إذا رأيناها في المناسبات أو تحدثت إلينا أو ابتسمت، كانت أحياناً تلبس قميصاً وبنطلوناً وأحياناً تركب الدراجة، وكان هذا يمثل لنا شيئاً من السحر والتمرد والاختلاف عن بقية البنات، وفي ال14 التقيت فتاة في عرس في بيت قريبة لنا، كانت الفتاة من أهل الحي. بدت لي ليلتها كالفراشة بفستانها الأبيض وقبعتها ذات اللون الوردي، كانت لعوباً فخلبت لبي، وكنت مفعماً بالسعادة أن أحداً من أصدقائي لم ينافسني عليها. كانت اكتشافي وقصتي الخاصة، أذكر أنني قبلت يدها وأهديت لها زهرة، والفتيات الأخريات يرمقنني ويضحكن، بعد هذا اللقاء أخذت أكثر من شهر وأنا مهووس بها، لم أكن أعرف من أي عائلة هي ولا أين يقع بيتها». ويتابع: «بعد زيارة أخرى لبيت قريبتنا رأيتها مرتين تلعب في الحي مع الصبية والبنات، ولكنها لم تكن تلقي لي بالاً، كان يحف بها شرذمة من الصبية لهذا صرفت النظر عنها، ولم تمض فترة حتى انتقلوا من الحي». ويكمل النقيدان سرد حكايات الغرام بقوله: «في عمر ال 19 علقت بي صبية صغيرة من الجيران، كان فارق السن كبيراً بيننا، ولكن انصياع والدها وإخوتها لرغباتها كانت تدفعهم لاستضافتي أحياناً على العشاء. كانت هي ترمقني من خلف الباب وأحياناً كانت تسألهم عن مكاني من المائدة وتجلس حيث جلست وتأكل من حيث أكلت. كنت أستلطفها مع أنها كانت شرسة وسليطة حينما ألتقيها عند الباب وأبادرها بالسؤال عن إخوانها». ويمضي في اعترافاته: «أول قبلة عرفتها من أنثى نلتها وأنا مكتمل الرجولة في ال29. لم أعرف الأنثى بشكل فطري وصحي في ال 30 عاماً الأولى من حياتي فقذ انحصرتْ حياتي في البحث عن التقوى وطلب العلم ومتاهة الخلافات على التفاهات. الحياة الاجتماعية والدينية لم تكن تسمح لنا إلا بالزواج فقط من دون معرفة مسبقة، كان ممنوعاً علينا حتى سماع صوت الأنثى وحديثها وغنائها»، متسائلاً: «لا أدري حقيقة هل أصف ما أشعر به إزاء ذلك بالندم أم بالغضب». ويكمل: «عام 2003 عشت قصة حب حقيقي تُوِّج بزواجنا أنا ومنى، أشعر بأنني عوضت كل ذلك الحرمان».