ألقت السلطات التركية القبض على 46 شخصا اتهمتهم بتشكيل خلية مدنية تابعة لحزب «العمال الكردستاني». وجاء اعتقال هؤلاء ضمن عملية هي الاوسع منذ عام 2004 ضد مصالح الحزب داخل تركيا، شملت 12 محافظة، معظمها في الجنوب الشرقي، بين ماردين و ديار بكر. وبين المعتقلين ثلاثة من قادة حزب «المجتمع الديموقراطي» الكردي، بالاضافة الى مساعد رئيس بلدية طونجلي علي جان اونلو. وأعلن الامن التركي أنه كان يتعقب المعتقلين منذ عامين تقريبا، بعد وصول معلومات تفيد بأن حزب «العمال الكردستاني» امر بتشكيل خلية اطلق عليها خلية ادارة الشؤون التركية، و اكد أن بين المعتقلين ثمانية من الحزب جاؤوا من شمال العراق، وتولوا تشكيل الخلية التي خططت للعديد من التفجيرات والتظاهرات والاعتداءات، بالإضافة إلى مسؤوليتها عن التواصل بين قيادة الحزب في جبال قنديل في شمال العراق وعملها في الدعاية السياسية، وارسال متطوعين جدد لحمل السلاح. واذا صحت هذه الاتهامات فالسلطات الأمنية ستثبت الربط بين حزب «المجتمع الديموقراطي» الذي حقق فوزا مهما في الانتخابات البلدية الاخيرة، وحزب العمال الكردستاني المحظور. إلى ذلك، قالت نائبه زعيم حزب «المجتمع الديموقراطي» أمينة ايناك إن اعتقال قياديين في الحزب ستترتب عليه عواقب وخيمة واضافت ان «ما حدث كان خطأ جديداً من اخطاء الدولة التركية بحق القضية الكردية». وبينما كانت قوات الامن تنفذ عمليات الاعتقال والتفتيش في المحافظات، بمشاركة شعبة مكافحة الارهاب، كان قائد الاركان الجنرال الكر باشبوغ يلقي كلمة في اسطنبول حول رؤية الجيش إلى القضايا المهمة، وأشار بوضوح الى ضرورة تفعيل القوانين لدفع عناصر حزب «العمال الكردستاني» إلى ترك السلاح و العودة الى بيوتهم، وأضاف ان «الارهابي انسان في نهاية الامر وله عائلة و اقارب، علينا ان ندرس لماذا تركهم و خرج للقتال في الجبال». واشارالى امكان حل القضية الكردية من خلال اعطاء الاكراد حقوقا ثقافية، لكنه حذر من ضرورة الا تطغى الهوية الكردية لدى المواطن على ارتباطه بدولته كمواطن تركي، واستشهد بالكلمة التي القاها الرئيس باراك اوباما في البرلمان التركي عندما قال إن بامكان الشعوب أن تتوحد على اختلاف اثنياتها ودياناتها إذا خضعت لمعايير واحدة و مصلحة واحدة. وأكد باشبوغ ان مؤسس تركيا الحديثة كمال اتاتورك أراد بناء جمهورية قومية متعددة الاعراق ثقافيا. والمرة الاولى يذكر قائد الأركان في تركيا كلمة اكراد. وحاول تحسين علاقات الجيش مع الشارع الاسلامي المتدين في تركيا فأكد أن الجيش «ليس عدواً للدين ولا يمكن لجيش دولة، معظم مواطنيها مسلمون، أن يكون على خلاف مع الدين او الاسلام»، لكنه زاد أن «بعضهم يشوه صورة الجماعات الدينية في تركيا وصورة الجيش والعلمانية.»