تعيش أسرة سعودية مكونة من أم وخمسة أبناء وثلاث بنات، حياة صعبةحتى ياقظ مهددين بالطرد من المنزل. وتقول أم يوسف: «أنا مطلقة منذ 15 عاماً، وبعد طلاقي تكالبت علينا ظروف الحياة في كل شيء، فتحملت المسؤولية ورفضت الزواج حتى أسعد أبنائي»، مشيرة إلى أن وحدتها أسهمت في عدم تحقيق حلمها في تأمين حياة كريمة لأطفالها. وتضيف: «بدأت نفسية أبنائي تتغير يوماً بعد آخر، لشعورهم بفقدان والدهم الذي تخلى عنهم في صغرهم، وترك امرأة ضعيفة لا حول لها ولا قوة، وللأسف فشلت وأعترف بفشلي في ظل الظروف الاقتصادية التي يعجز عنها الرجال ولديهم دخل وراتب شهري، فكيف لي وأنا استلم مبلغاً بسيطاً من الضمان الاجتماعي أن أنجح؟». وتلفت: «للأمانة لم تقصر معي وزارة الشؤون الاجتماعية معي، ولكن راتب المطلقة لا يكاد يفي بأبسط متطلبات الحياة!». وبصوت متحشرج ودموع لم تتوقف، تعتبر أم يوسف أن ما حدث لهم «قضاء وقدر»، لكنها تستدرك: «لم أكن أتصور في يوم من الأيام أن أشاهد أبنائي بهذه الحالة السيئة، وبهذه الصورة الحزينة التي كسرت كل أمل لدي، أنا لا أحلم في فيلا أو دور سكني كبير، أحلم في غرفة واحدة أملكها وتضمني مع أولادي، ولا أرغب في أي شيء يكون له دخل في مكاتب عقارية، سئمت من معاملتهم، ومن تعاملهم مع سيدة لا تملك من هذه الدنيا سوى الحطام، لا تتخيل أخي، كم ورقة لدي من أصحاب المكاتب العقارية، أصبح لدي هواية جمع أوراق وعقود مكاتب العقار». وتستطرد: «لا أدري ماذا أفعل أو ماذا يمكن أن أكون أمام الظروف القاسية في هذه الحياة؟ ليس لي منزل أسكن فيه، صاحب مكتب العقار يصر على إخراجي من المنزل، خصوصاً بعد احتراق منزلي قبل شهر، وفقداني لأثاث المنزل البسيط»، موضحة أنها باتت مهددة بالسكن في الشارع لعدم قدرتها على سداد الإيجار وتهديد صاحب مكتب العقار بإخلاء المنزل فوراً، «أين أسكن وأنا امرأة عاجزة ووحيدة».