شنغهاي - رويترز - طمأن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إلى أن واشنطن لا تحاول احتواء صعود الصين لكنه أوضح أن ثمة حاجة إلى تحقيق توازن أكبر في التجارة بين البلدين. وأعلن مخاطباً طلبة في اجتماع عام غير رسمي في مقر بلدية شنغهاي في أول يوم كامل من رحلته الى الصين أن فكرة عداء واشنطنوبكين ليست حتمية. ويواجه أوباما توترات مع الصين حول التجارة والتيبت في زيارته للقوة العظمى الناشئة لحضور قمة تتناول مشاكل اختلال التوازن الاقتصادي ومستقبل العملة الصينية. ووصل الرئيس إلى شنغهاي، المركز التجاري للصين، في وقت متأخر أول من أمس. وقال قبل ان يبدأ في تلقي أسئلة من الحضور ومن صينيين عبر الانترنت: «لا نسعى إلى احتواء صعود الصين، بل نرحب بها عضواً قوياً متمتعاً بالرخاء وناجحاً في المجتمع الدولي. وأعني الصين التي تقوم على نقاط قوة حقيقية وابتكار من الأفراد الصينيين». وأردف: «لا نسعى إلى فرض أي نظام حكم على أي بلد آخر، لكننا لا نعتقد أيضاً أن المبادئ التي ندافع عنها تقتصر على بلدنا». وطلبت مواقع الانترنت الصينية التي تديرها الدولة من مستخدمي شبكة الاتصال الدولية التقدم بأسئلة تُطرح على أوباما في اجتماعه مع الشباب وطلب كثر منهم ان يقول ما اذا كان يعتزم الاجتماع مع الدلاي لاما زعيم التبت المنفي الذي تصفه الصين بأنه «انفصالي». وقال الرئيس الأميركي ان سهولة الوصول الى المعلومات مصدر قوة لأي بلد. وصرح بأن تشجيع حرية الوصول الى المعلومات يشجع ملكة الابداع وتدفق الافكار. وأضاف: «أنا من أشد مؤيدي انعدام الرقابة والانترنت المفتوحة». وتمهد زيارة أوباما شنغهاي لقمّته مع الرئيس الصيني هو جينتاو في العاصمة الصينية اليوم والتي تتطرق إلى قضايا مضطربة مثل كوريا الشمالية وإيران ومساعي التوصل إلى معاهدة مناخ جديدة. وقال أوباما إنه سيثير أيضاً مواضيع حساسة مثل حقوق الانسان والعلاقات التجارية التي تتسم بالتوتر أحياناً، وقيمة العملة الصينية اليوان التي تعتبرها الصناعة الأميركية مقدرة بأقل من قيمتها وتؤجج انعدام التوازن الاقتصادي في العالم. وأشار أوباما إلى ان حجم التجارة حين أقامت واشنطن روابط مع الصين عام 1979 كان يبلغ بضعة بلايين من الدولارات مقارنة بأكثر من 400 بليون دولار حالياً، «ويمكن لهذه التجارة ان تؤمّن مزيداً من فرص العمل على جانبي المحيط الهادئ، وعندما يكون الطلب أكثر توازناً، يمكن ان يؤدي إلى رخاء أكبر». التغير المناخي ورأى أوباما أن على واشنطنوبكين اتخاذ «خطوات حاسمة» لمواجهة التغير المناخي. وأضاف أن الدول الأخرى تنتظر لترى ما ستفعله الولاياتالمتحدة والصين قبل اجتماع تعقده الأممالمتحدة في كوبنهاغن. وتُعتبر الصين أكثر البلدان تسبباً بانبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، المسبب الأساس لتلوث البيئة. لكن بكين ترى ان على الدول النامية عدم قبول حد اقصى ملزم دولياً للانبعاثات فيما تركز على التنمية الاقتصادية ومكافحة الفقر.