عاشت الجماهير المصرية ليلة من أسعد لياليها على الإطلاق، احتفالاً بفوز منتخبها الأول لكرة القدم على نظيره الجزائري 2-صفر، وتجدد أمله في بلوغ كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010 إذ يلتقي المنتخبان الشقيقان بعد غد (الأربعاء) على أرض السودان في لقاء فاصل، وبعد انتهاء اللقاء مباشرة خرجت الجماهير التي كانت تتابع المباراة في المقاهي والبيوت إلى الشوارع لتعبر عن فرحتها بهذا الفوز الذي جاء في الدقيقة 96، بعد أن فقد الجميع الأمل وظن أن الحلم قد انتهى، حتى جاء هدف عماد متعب ليسعد 80 مليون مصري. وكان استاد القاهرة الذي احتضن اللقاء قد امتلأ عن آخره ب 100 ألف مشجع مصري، فيما تواجد خارج الأسوار أكثر من 200 ألف مشجع يحملون الأعلام ويتابعون اللقاء أمام شاشات عملاقة. وتغنت الصحافة المصرية بفوز الفراعنة فقالت (الجمهورية): «بوس الواوا يا روراوة .. الفراعنة آخر حلاوة» في إشارة إلى رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة. وأضافت: «كراماتك يا شيخ شحاتة .. وصلنا للفاصلة بهدفي البلدوزر والمتعب»، وتابعت: «فُرِجت.. وكنا نظنها لا تُفرج». وتخلت (الأهرام) عن رصانتها السياسية واختارت المباراة «المانشيت» وقالت: «مبروك.. مصر إلى مباراة فاصلة في السودان الأربعاء المقبل، المنتخب الوطني يهزم الجزائر بعد مباراة عصيبة والرئيس مبارك يهنىء الشعب والفريق، عمرو زكي افتتح التسجيل.. وهدف الإنقاذ أحرزه متعب في الدقيقة الأخيرة .. وعصام الحضري تألق في الذود عن مرماه والجمهور نجم المباراة». من جهة أخرى سافر المنتخب المصري أمس (الأحد) على متن طائرة خاصة إلى السودان من أجل الاستعداد للمباراة الفاصلة أمام الجزائر، ولإتاحة الفرصة للاعبين على التأقلم سريعاً على الأجواء والملاعب السودانية، كذلك يجرى الاتفاق على تنظيم رحلات جوية وبرية للمشجعين المصريين لمؤازرة «الفراعنة» في اللقاء المهم. ويعود إلى صفوف المنتخب المصري المدافع الدولي الصلب وائل جمعة بعدما غاب عن مباراة الجزائر الأخيرة بداعي الإيقاف، وأيضاً ستزداد فرص لاعب الوسط حسني عبد ربه في اللحاق بالمباراة الفاصلة، فيما تأكد غياب لاعب الوسط خالد لموشيه وحارس المرمى لوناس جواوي عن تشكيلة الجزائر في المباراة الفاصلة للإيقاف. من جانبه قال المدرب العام لمنتخب مصر شوقي غريب في المؤتمر الصحافي إن اللاعبين المصريين تحملوا ضغطاً كبيراً خلال الفترة التي سبقت مباراة الجزائر وخلالها أيضاً، لذا لا يجب أن نحملهم أكثر من طاقتهم وعلاج الأخطاء هي خطة الأيام القليلة القادمة. وعن صعوبة اختراق الدفاع الجزائري قال غريب: «كنا نعرف ما سيقوم به الجزائريون، وشعرنا أننا نلعب أمام عشرين لاعباً، فقاموا بغلق جميع المنافذ المؤدية إلى مرماهم ولكن عموماً الهدف تحقق». وعن مستوى بعض اللاعبين ومنهم أحمد المحمدي واعتراض البعض علي طريقة الكرات الطولية، قال غريب إنه لن يتحدث عن مستوى اللاعبين في هذا التوقيت خصوصاً أن المنتخب مقبل على مباراة مهمة. وعن استبعاد محمد شوقي من قائمة اللقاء قال: «شوقي له ميول دفاعية أكثر منها هجومية، وكنا في أشد الحاجة لمن يملك الحس الهجومي أكثر من الدفاعي لأننا في أشد الحاجة إلى الأهداف، لذا لم تكن الأسباب فنية». وفي نهاية المؤتمر توجه شوقي غريب بالشكر لجميع مدربي فرق الدوري على مستوى اللاعبين الذين أدوا ما عليهم وظهروا بمستوى جيد، وخص بالشكر المدير الفني للأهلي حسام البدري لما قام به من مجهود في عودة عماد متعب لهذا المستوى غير المتوقع في تلك الفترة القصيرة. وغاب مسؤولو الجهاز الفني والإداري للمنتخب الجزائري عن المؤتمر ما يعرضهم لعقوبة من الاتحاد الدولي «الفيفا». العمدة : سجلت الأغلى من جهته أوضح «عريس اللقاء وصاحب هدف الإنقاذ» الشهير ب«العمدة» عماد متعب أن هدفه في مرمى الجزائر يعد الأغلى في حياته، مؤكداً أن شعوره بإحراز هدف لم يفارقه حتى عندما تأزمت الأمور واقتربت المباراة من نهايتها. وأضاف متعب: «عندما شعر الجميع بالإحباط وبدأ اليأس يتسرب إلى اللاعبين انتابني شعور كبير ومختلف بإمكان إحراز هدف، وهو ما تحقق بالفعل في نهاية المباراة». واختتم متعب أنه لم يضرب الكرة بقوة ولكنه وجهها في الزاوية البعيدة، ووفقه الله وسكنت شباك حارس الجزائر. وشدد متعب على أنه وزملاءه قادرون على الفوز على الجزائر في السودان والتأهل إلى كأس العالم. وقال قائد المنتخب المصري أحمد حسن إنه وزملاءه سيقدمون أداء أفضل في المباراة الفاصلة التي ستحدد هوية المتأهل إلى كأس العالم عن المجموعة الثالثة في التصفيات الأفريقية. وأضاف حسن: «أود أن أشكر جميع الأمهات المصرية التي دعت لنا بالتوفيق إذ إن الفوز جاء بفضل الله أولاً ثم بدعاء الجميع» واختتم: «الفرحة الأكبر يوم الأربعاء إن شاء الله، وسنبذل كل ما في وسعنا لإسعاد الشعب المصري». على صعيد متصل قال رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة في تصريح خاص إلى «الحياة»: «المصريون خطفوا الفوز بصعوبة، ولا أظن أنهم سيكرروا ذلك في اللقاء الفاصل، كنا قريبين جداً من قطع تذكرة المونديال ولكن جاء الهدف المصري الثاني في توقيت قاتل». وشكر روراوة الجماهير الجزائرية التي زحفت خلف منتخبها إلى القاهرة، مؤكداً أن موعدها مع السعادة تأجل إلى الأربعاء في السودان. زكي ومتعب قادا «الفراعنة» إلى اللقاء الفاصل.