سنغافورة - أ ف ب، أ ب - واصل الرئيس الأميركي باراك اوباما التودد الى آسيا عبر ترحيبه بالدور الرئيسي الذي تلعبه في النهوض الاقتصادي وإطلاقه الحوار مع المجلس العسكري الحاكم في ميانمار (بورما)، مطالباً برفع القيود عن زعيمة المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي. وسعى اوباما الى اظهار رغبته في «العمل بالشراكة» مع دول منطقة آسيا-المحيط الهادىء، كما اكد السبت في طوكيو، اول محطة في جولته الأسيوية الطويلة. ووفرت له قمة منتدى آسيا-المحيط الهادىء (ابيك) فرصة اللقاء بقادة هذه المنطقة الشاسعة التي تضم 2.6 مليار نسمة وتمثل اكثر من نصف اجمالي الناتج الداخلي العالمي. كما اتاحت القمة فرصة لأوباما للقاء نظيره الروسي ديمتري مدفيديف، واتفق الرئيسان على انذار ايران بوجوب التحرك سريعاً للموافقة على عرض المجتمع الدولي عليها تخصيب اليورانيوم في الخارج. كما ابدى الرئيسان ثقتهما بتوصل بلديهما الى نص نهائي لمعاهدة ستحل محل معاهدة ستارت للحد من الأسلحة النووية، بحلول نهاية العام، علماً ان مستشاراً بارزاً في البيت الأبيض قال انه لا يوجد وقت للمصادقة على المعاهدة الجديدة البديلة لمعاهدة ستارت بحلول الخامس من كانون الأول (ديسمبر) المقبل، موعد انتهاء سريان المعاهدة القديمة، مما يعني ان هناك ضرورة لوضع اتفاق موقت لتغطية الفترة الفاصلة بين انتهاء المعاهدة القديمة وبدء العمل بالجديدة. وغادر الرئيس الأميركي سنغافورة متوجهاً الى مدينة شنغهاي الصينية امس، في اطار اول جولة له في آسيا منذ توليه الرئاسة. وسيزور اوباما بكين الإثنين لإجراء محادثات مع نظيره الصيني هو جينتاو. وشارك الزعيمان في قمة دول آسيا والمحيط الهادىء في سنغافورة. وعقب زيارته الصين التي تستمر اربعة ايام، من المقرر ان يختتم اوباما جولته الآسيوية بزيارة كوريا الجنوبية. لكن التطور الرئيسي في محطة سنغافورة، كانت التواجد غير المسبوق لأوباما في قاعة واحدة مع رئيس الوزراء البورمي ثاين سين. وجرى هذا اللقاء وراء ابواب مقفلة. وبانتهاجها سياسة اليد الممدودة، تأمل الإدارة الأميركية بتشجيع احلال الديموقراطية في ميانمار التي يتولى القيادة فيها مجلس عسكري بيد من حديد. الا ان اوباما طالب ثاين سين بالإفراج عن اونغ سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام والتي حرمت من حريتها طيلة 14 من السنوات العشرين الأخيرة، كما اكد الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس. وطالب اوباما مع قادة آخرين المجلس العسكري في بورما بإجراء الانتخابات التي وعد بتنظيمها في 2010، على ان تكون «حرة نزيهة شفافة ومنفتحة» امام مشاركة المعارضة. ولم يدل رئيس الوزراء البورمي الذي وافق على هذا الإعلان، بأي تصريح في ختام الاجتماع. وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الجمعة ان هذه الخطوات لا تمثل سوى مرحلة في نظر الأميركيين الذين يتوقعون «جهداً طويل الأمد» يتطلب «الكثير من الصبر».