عقد برلمان كردستان العراق جلسة غير عادية بحث فيها في قانون الانتخابات التشريعية الذي أقره البرلمان العراقي، اضافة الى ما اعتبره «زيادة سكانية غير طبيعية في مناطق العراق الوسطى والجنوبية تستثني الإقليم». وفيما حذر قيادي كردي امس من محاولات لتحجيم دور الأكراد في العراق، قدم محافظ السليمانية استقالته لأسباب سياسية. وقال المستشار الإعلامي لرئيس البرلمان الكردي طارق جوهر في تصريح الى «الحياة» إن «برلمان كردستان العراق عقد جلسة غير عادية لمناقشة قانون الانتخابات التشريعية والزيادة غير الطبيعية الحاصلة في أعداد الناخبين ببعض المناطق في شكل يتنافى مع العدالة والمنطق». وأضاف جوهر «الإحصاء السكاني الجاري اعتمد على البطاقة التموينية الصادرة من وزارة التجارة. فمثلاً، وبموجب هذا الإحصاء، فإن الزيادة السكانية في اقليم كردستان خلال السنوات الأربع الماضية بلغت 3,89 في المئة، فيما بلغت الزيادة في المحافظات ذات الغالبية السنية (الموصل، الأنبار، صلاح الدين وديالى) 31,17 في المئة و24 مقعداً في البرلمان». وتابع: «أما في المحافظات ذات الغالبية الشيعية (البصرة، نجف، كربلاء، الناصرية، واسط، بابل، ميسان وجزء من بغداد) بلغت نسبة الزيادة فيها 49,35 في المئة وبزيادة 38 مقعداً في البرلمان». وبيّن جوهر أن الخلل يكمن في أن «الإحصاء لم يكن كاملاً ودقيقاً بل اعتمد على البطاقة التموينية الصادرة من وزارة التجارة. كما لم يحتسب الزيادة السكانية الحقيقية اضافة الى عمليات التزوير الكثيرة الحاصلة». وتساءل: «كيف تمنح محافظة الموصل التي يعشعش فيها الإرهاب وينعدم فيها الأمن والاستقرار ويتعرض كردها ومسيحيوها والأيزيديون فيها الى الملاحقة والطرد، 12 مقعداً برلمانياً اضافياً، فيما تمنح محافظات الإقليم الثلاث اربيل ودهوك والسليمانية على رغم الاستقرار الأمني والازدهار الاقتصادي والرفاه ثلاثة مقاعد فقط؟». وما زال قانون الانتخابات التشريعية معلقاً في أروقة مجلس الرئاسة العراقي بعدما أقره البرلمان في بغداد الأسبوع الماضي عقب خلافات عميقة بين الكتل السياسية حول مصير كركوك من المشاركة وآلية الانتخاب بالقائمة المفتوحة أو المغلقة. الى ذلك، حذر القيادي في «الاتحاد الوطني الكردستاني» سعدي احمد بيرة في حديث صحافي مما سماه «محاولات تحجيم دور الأكراد». وقال بيرة إن «هناك تحركاً سياسياً حامياً في بغداد هدفه تحجيم الدور الكردي وإضعافه إذ أن هناك من يسعى الى القضاء على الوجود الكردي برمته، وقد يستخدمون مرة أخرى الأسلحة الكيماوية وعمليات الأنفال ضد شعبنا». وتابع: «يتحدثون عن عودة البعثيين الى البرلمان، لكنهم (البعثيون) موجودون أصلاً تحت قبته». وقال إن «التحالف الكردستاني سيتحالف مع أي طرف شيعي وسني يتقارب مع وجهة نظره إذا كان هذا التحالف يقف حائلاً دون عودة البعثيين الى البرلمان». وكان سياسيون عراقيون أطلقوا تصريحات حذروا فيها من عودة البعثيين الى البرلمان العراقي، إذ سبق أن اتهم قياديون شيعة «الحركة الوطنية العراقية» التي شكلها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي والقيادي في «جبهة الحوار» صالح المطلك، بأنها تسهل للبعثيين العودة الى العملية السياسية. من جانب آخر، أفادت مصادر في مجلس محافظة السليمانية أن المحافظ دانا أحمد مجيد قدم استقالته من منصبه لأسباب «سياسية». ونقل المركز الوطني للإعلام التابع لمجلس الوزراء العراقي عن هذه المصادر أن «مجيد قدم استقالته الى مجلس الوزراء في اقليم كردستان الذي رفع بدوره الطلب الى رئيس الإقليم مسعود بارزاني الذي سينظر فيه بعدما يعود من جولته الأوروبية».