أكّد قائد القوة البحرية في منطقة جازان العميد ركن بحري معيض الشمراني أن تمشيطاً كثيفاً للحدود البحرية الجنوبية الغربية للسعودية تنفذها قوة بحرية، لكشف أي محاولات بحرية لمتسللين يحاولون «تموين» عصابات الجبال عن طريق البحر. وأشار إلى أن أعمال التمشيط بدأت من ميناء جازان البحري إلى أقصى حدود المياه الإقليمية للمملكة، للبحث عن متسللين يستخدمون زوارق بحرية. وكشف الشمراني ل «الحياة» خلال جولة قامت بها على المنشآت البحرية أن مشاة البحرية السعودية سيطرت على «جبل رميح» بالكامل، بعد تطهيره من ثلة من العناصر المتسللة. وأكد أن جبل رميح «لم يكن محتلاً»، لكنه يمثل مطمعاً للمسلحين، بسبب موقعه الاستراتيجي المطل على «جبل دخان»، لذلك كان من الضروري فرض السيطرة عليه، في إطار دعم القوات البرية على الشريط الحدودي. وقال: «كان في الجبل بعض المتسللين المسلحين، وتم تطهير الأرض بالكامل بالتنسيق مع رجال حرس الحدود، وتم التمركز فيه من القوات البحرية». وأضاف: «العناصر المتسللة كانت تتمنى الوصول إلى جبل الرميح لأن موقعه مميز، إذ يطل بصورة مباشرة على جبل الدخان، لكن قواتنا طردت هذه العناصر إلى الخلف»، مؤكداً في الوقت نفسه محاولة العناصر العودة من جديد للبقاء في الجبل، وهو الأمر الذي لم ينالوه. ولفت الشمراني إلى أن القوات البحرية في منطقة جازان مكونة من آلاف الأفراد بكامل أطقمها وتقنياتها العالية المتطورة، إضافة إلى أن القوة تضم تشكيلة مختلفة من منشآت بحرية وطيران بحري وقوات خاصة، إلى جانب زوارق بحرية ساحلية. وتابع: «كما هو معروف العمل في القوة ينقسم إلى بري وبحري وجوي، ومن يتواجدون في الخطوط الأمامية أثناء المواجهات هم مشاة البحرية، مشيراً إلى أنهم شاركوا برفقة زملائهم من القوات البرية في تطهير الحدود السعودية بشكل تام، وهم الآن يمشّطون المنطقة الحدودية البرية». ولفت إلى أن جميع أفراد القوات البحرية الذين لم يشاركوا في المواجهات لا يزالون يتشوّقون للمشاركة في ميدان المعركة لخدمة الوطن ولزيادة حصيلة النتائج الكبيرة التي تحققت على أيدي زملائهم الأبطال. وكشف مدير القوة البحرية في منطقة جازان أن دوريات القوة الجوالة في البحر كشفت عن حالات تسلل خلال الأيام الماضية في عمق المياه السعودية، وقبضت على مجموعة من المتسللين «غير المسلحين». وذكر أن الزوارق البحرية «الحربية» السريعة تمشط جميع الجزر السعودية والمواقع في المياه على مدار الساعة وبشكل مستمر ترافقها طائرات «سوبر بوما» العامودية. وأكد الشمراني أن البحث عن متسللين مستمر، إن كانوا يحملون أذخرة أو أسلحة أو أي مواد مخالفة، سواءً للجماعات المتسللة في الجبال أو محاولة دخولها إلى المملكة عموماً. واستعرضت «الحياة» استعدادات القوات البحرية في تمشيط الحدود المائية التي تبدأ من مركز «الموسم» البحري باتجاه الغرب، كما يتم التمشيط على بعد أكثر من 12 ميلاً بينما تواصل الزوارق الحربية الأخرى تمشيط المنطقة بشكل «عرضي وتضم كل فرقة عدداً من الأسلحة الحربية المتطورة التي تستخدم في حالات الحوادث الحربية «البحرية». وأوضح العميد معيض أن جزءاً من مهمات القوات البحرية السعودية يتمثل في المشاركات الخارجية من خلال مكافحة القرصنة في خليج عدن والبحر الأحمر وبحر الخليج العربي باستخدام «الفرقاطات» البحرية. وعن الدورات الممنوحة لرجال القوات البحرية، قال العميد الشمراني إن أفراد القوات حصلوا على دورات لخوض مثل هذه المواجهات التي تشهدها الحدود مع اليمن، وهي في مجالات الحروب الجبلية ومكافحة الإرهاب والعمليات البرية والوحدات الخاصة، وكذلك القفز الحر من المرتفعات والجبال والعمليات الليلية.