نقلت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان عن الرئيس نيكولا ساركوزي قوله للرئيس بشار الأسد خلال لقائهما أول من أمس: «لي ثقة كاملة بكم، وهذا لا يعني أننا نتفق على كل شيء، لكننا نستطيع أن نناقش كل شيء ونتحاور في وجهات النظر». وأضاف: «كنتم شريكاً موثوقاً واحترمتم دائماً وعودكم والتزاماتكم». وكان الأسد اختتم زيارته لباريس بعدما التقى رؤوساء مجالس ادارات كبريات الشركات الفرنسية وعدداً من كبار الاعلاميين والخبراء في فرنسا، وذلك في ثاني زيارة للرئيس السوري لباريس بعد مشاركته في قمة «عملية برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط». وأوضحت شعبان في لقاء مع عدد من الاعلاميين السوريين مساء اول من امس ان لقاء الأسد وساركوزي كان «متميزاً ومهماً جداً وشفافاً، وساركوزي أكد أنه يعلق دائماً أهمية كبيرة على العلاقة مع سورية ودورها الفاعل في المنطقة». وكان الرئيس الفرنسي اتخذ قراراً بالانفتاح على سورية قبل انتهاء ولاية الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، وقرار ادارة باراك اوباما اتباع اسلوب الحوار والانخراط مع دمشق. ونقلت شعبان عن ساركوزي قوله: «لو كان علي أن أقوم بخيار استراتيجي بعلاقتي مع سورية، لفعلت ذلك ثانية»، مضيفاً: «كنتم شريكاً موثوقاً واحترمتم دائماً وعودكم والتزاماتكم». وأوضحت شعبان ان المحادثات التي استمرت ساعتين، تناولت موضوع السلام والمصالحة الفلسطينية والملف النووي الإيراني والعلاقات الثنائية ولبنان، و«كانت هناك نتائج ممتازة ستظهر في المستقبل القريب»، معربة عن «ارتياح سورية وفرنسا للتطورات الايجابية في لبنان بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية». وكان الأسد التقى في مقر إقامته في باريس نخبة من المفكرين والكتّاب ورؤساء تحرير الصحف الفرنسية. ونقلت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) عن الأسد تأكيده «أهمية الحوار مع المفكرين والكتّاب لدورهم في التأثير في الرأي العام والمساهمة في التقارب بين الشعوب ونقل الصورة الصحيحة عن قضايا الشرق الأوسط إلى فرنسا وأوروبا عموماً». وأضاف ان هدف زيارته لباريس هو «وضع رؤية استراتيجية بعيدة المدى نظراً لفهم فرنسا التاريخي لقضايا المنطقة»، مجدداً «موقف سورية من عملية السلام المستند إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والقاضية بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة». وأكد أن «لا سلام من دون عودة الجولان كاملاً لسورية، وأن الاحتلال هو أساس المشكلة وبانتهائه تزول المستوطنات»، موضحاً ان «مصلحة سورية هي في توفير متطلبات الأمن والاستقرار في المنطقة، وكذلك هي مصلحة لفرنسا وأوروبا، وأن الفوضى وعدم الاستقرار فيها أوجد تربة خصبة للإرهاب». وبعدما عبّر الأسد عن «تفاؤله بمستقبل المنطقة»، مؤكداً أن «الظروف الصعبة التي تعاني منها لم تؤثر على إرادة شعوبها»، شدد على «ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية لأن من دونها لا يمكن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة». وجدّد التأكيد على «حق إيران بامتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية». الى ذلك، لبى الأسد دعوة من الأمانة العامة للرئاسة الفرنسية لمأدبة عشاء في قصر مارينيه حضرها عدد من الصناعيين وأصحاب المشاريع والشركات الكبرى في فرنسا وعدد من المستشارين الديبلوماسيين في الاليزيه. وأفادت المصادر السورية ان اللقاء تناول «آفاق العلاقات الاقتصادية والمشاريع المشتركة ومساهمة الشركات والمؤسسات الفرنسية في دفع خطوات التعاون التجاري والاستثماري والارتقاء به إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين». ودعا الأسد رجال الأعمال الفرنسيين إلى «الافادة من فرص الاستثمار المتاحة في سورية في ضوء القوانين والتشريعات المشجعة للاستثمار في القطاعات المختلفة»، كما اطلع من الشركات الفرنسية التي تستثمر في سورية على واقع مشاريعها فيها وخططها المستقبلية وما يعترضها من معوقات في هذا الشأن وسبل إزالتها. وعلم ان وزيرة الاقتصاد والمال كريستين لاغارد ستزور دمشق منتصف الشهر المقبل.