استضافت هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث في قصر الإمارات العرض الأسطوري الراقص «طروادة» الذي قدّمته فرقة «نار الأناضول» التركية، بحضور حشد كبير من الديبلوماسيين وكبار الشخصيات والجمهور الذي استمتع بروائع فنية ومسرحية حوّلت «طروادة» من ملحمة للحرب والقتال إلى رسالة سلام وحوار بين الحضارات، واصطحبت الجمهور في رحلة موسيقية راقصة مملوءة بالحركات المفعمة بالأمل، والتي أداها عدد من أمهر الراقصين الأتراك. وقال مدير إدارة الثقافة والفنون في الهيئة عبدالله العامري: «يندرج العرض ضمن إطار استراتيجية هيئة أبو ظبي في جعل العاصمة مركز استقطاب لكل الفنون وملتقى عالمياً للثقافة». وأضاف المدير الفني للفرقة (تأسست عام 2002) مصطفى أردوغان: «تعتبر ملحمة طروادة قديمة قدم القصص المذكورة في الكتاب المقدس، وتدين الحضارة الغربية في إرثها الثقافي لأسطورة طروادة، لا لشيء سواها، وقد أعاد شاعر أناضولي إلى الذاكرة الإنسانية هذه القصة، التي يُعتقد أن أحداثها دارت عام 1180 قبل الميلاد. واستمدت هذه القصة، التي دوّنها هوميروس المولود في إزمير في كتابيه الخالدين الإلياذة والأوديسة، مكانتها من بين أشهر المؤلفات على مستوى العالم، ومن هنا، فإن منزلتها المهمة والمؤثرة تضاهي كل الكتب المقدسة، وقد تحولت طروادة إلى مغامرة غامضة أثارت دوافع المعرفة وحب الاستطلاع لدى كتّاب التاريخ من جميع الأمم وعلى مرّ الأزمان». وروى هوميروس قصة المدينة الأناضولية المهيبة، طروادة: حكاياتها الخالدة في الحب وحروبها الأبدية وجيوشها في صراعات لا تهدأ. وتحدّث عن كيفية تدخل الآلهة في مصائر الناس، هذه الآلهة التي تجلب النحس الى المدينة حيث كان يُعتبر السلام القيمة الأثمن.