لم يتوقع الأستاذ في الحوزة العلمية نصير البكاء أن يرى صورة أحد طلبته على إحدى القوائم الانتخابية المرشحة للانتخابات التشريعية المقبلة. يقول البكاء في تصريح إلى «الحياة» إن «طلاب الحوزة العلمية لم يتمكنوا من مقاومة إغراءات الأحزاب المختلفة على الساحة، فضيق العيش والعروض المادية القيمة جعلتهم يتوزعون على القوائم». ويضيف أن مشاركة رجال الدين لا تقتصر على قوائم معينة إذ أنها تشمل «حتى القوائم الليبرالية والعلمانية أو من مذاهب وأديان أخرى»، وهو ما «بدا واضحاً من خلال اليافطات والصور الدعائية». ويتابع: «صحيح أن رجل الدين تراجعت شعبيته في المدينة، لكن نفوذه لا يزال قوياً في القرى والأرياف ونفوذه أكبر من شيخ العشيرة نفسها وكلامه مسموع وأمر عليهم وواجب إطاعته». وأدت الضرورات الانتخابية لبعض القوائم الى الاستعانة برجال الدين، فلا قائمة لتكتل أو ائتلاف انتخابي تخلو من صورة رجل دين وهو يعتمر عمامة الشيخ أو السيد. وبات المشايخُ وأهل العمائم يتصدرون معظم قوائم القوى الليبرلية، للإفادة من تأثيرهم الكبير في القرى والأرياف خصوصاً. ويرى القيادي في «حزب الدعوة» - مكتب النجف عماد الخفاجي أن «بعض الأحزاب ينتهج أي طريق سالك باعتقادها الى الفوز». ويضيف الخفاجي في تصريح الى «الحياة» أن «الأحزاب الليبيرالية والعلمانية اقتنعت بأنها ليس لها القدرة والتأثير في الرأي العام العراقي إذ أن الفرد العراقي متدين وملتزم بأوامر رجال الدين. فراحوا يسعون الى رشوة رجال الدين الذين ليست لديهم عقيدة ثابتة لتزيين قوائمهم بهذه الشخصيات». ويشير الى أن «الشعب العراقي لا يمكن أن يضلل، فهو يعرف لمن يعطي صوته ومَن رجل الدين الحقيقي صاحب العقيدة الأصيلة». وكانت نتائج الانتخابات الأخيرة لمجالس المحافظات أثبتت تراجع تأثير الأحزاب الدينية في الناخبين. يقول السياسي العراقي العلماني مجيد الحبوبي ل«الحياة»: «جربنا حكم الأحزاب الدينية، وأوصلتنا إلى حروب مذهبية». ويشير الى أن «الانتخابات العراقية مثلت هزيمة كبرى لإيران التي أرادت أن تسيطر الأحزاب الشيعية على الجنوب لتحويله إلى دويلة شيعية، وأفرزت الانتخابات جيلاً جديداً من الساسة بينهم كثير من الشباب الذين عاشوا في بلادهم وليس في المنفى وجذورهم محلية، ولا تربطهم علاقة بالولايات المتحدة». ويقول رجل الدين السيد رعد الأعرجي ل«الحياة»: «على رغم كوني رجل دين، انتميت الى حركة حقوق ومعظم قيادييها من العرب السنة، وهي حركة قومية عربية، لكنني أدعو الى فصل الدين عن السياسة». ويضيف: «أبلغ الجماهير في القرى والأرياف بضرورة اختيار الأصلح فلا يجوز الاصطفاف المذهبي».