أصدر نادي تشلسي الإنكليزي فيديو مناهضاً للعنصرية في نهاية أسبوع أثار خلاله عدد من مشجّعيه جدلاً واسعاً بسبب تصرف عنصري ضد رجل من أصل افريقي في قطار الأنفاق بباريس. وتحت شعار "مباراة من أجل المساواة" الذي رفعه تشلسي لمباراته ضد بيرنلي المهدد بالهبوط إلى الدرجة الثانية، نشر النادي الفيديو على حسابه الرسمي على تويتر قبل دقائق من انطلاق المباراة. وشارك في الفيديو اللاعبون سيس فابريغاس وحارس المرمى بيتر كيتش وقائد الفريق جون تيري واللاعب ديدييه دروغبا، واختتمه المدرب جوزيه مورينيو. ويتلو نجوم الفريق اقتباسات عن الرياضة للزعيم الراحل نيلسون مانديلا وهي "لدى الرياضة القدرة على تغيير العالم، وعلى الإلهام وتوحيد الشعوب بطريقة لا يجيدها سوى القلائل"، و"الرياضة تعطي الأمل وسط المآسي" و"الرياضة أقوى من الحكومات في كسر الحواجز العرقية". ويختتم مورينيو الفيديو بعبارة "الرياضة تضحك في وجه جميع أشكال التمييز" وهو أيضاً اقتباس لمانديلا. والمفارقة أن تيري، قائد الفريق أوقف 4 مباريات عام 2012 بسبب تصرّف عنصري ضد لاعب كوينز بارك رينجرز، الأسود أنتون فرديناند. ويأتي الفيديو بعد ظهور عدد من مشجعي تشلسي في تسجيل مصوّر يهتفون "نحن عنصريون.. نحن عنصريون ونحب التعامل بهذه الطريقة" أثناء منعهم رجلاً أسود تبيّن أن اسمه سليمان س. وهو فرنسي من أصل موريتاني من أن يستقل قطاراً للأنفاق يوم الثلثاء الماضي قبل مباراة في دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان انتهت بالتعادل 1-1. ورفع مشجعو تشلسي خلال المباراة أيضاً لافتات مناهضة للعنصرية منها ما يقول "بيض أو سود، نحن كلّنا زرق" في إشارة إلى لقب النادي وهو "البلوز" أو "الزّرق"، وأخرى تقول "لا للعنصرية في ستامفورد بريدج. هذه أخلاقنا". كما ارتدى لاعبو تشلسي أيضاً خلال الإحماء قبل المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1، قمصاناً عليها شعارات مناهضة للعنصرية وتروّج للمساواة أهمها "نحن نبني الجسور". ورغم هذه الخطوات، رفض الرجل الذي تعرض للإساءة العنصرية من أنصار تشلسي دعوة قدمها له النادي الانكليزي لحضور مباراة الإياب أمام باريس سان جيرمان في 11 آذار (مارس) على ملعب ستامفورد بريدج. وعبّر مورينيو عن شعوره "بالاشمئزاز" و "الخجل" إزاء تصرّف المشجعين، مشيراً إلى أن النادي سيعتذر كتابة لسليمان وسيدعوه لحضور مباراة الإياب أمام بطل فرنسا. لكن سليمان قال لصحيفة "لورباريزيان" الفرنسية: "أقدّر دعوة السيد مورينيو لكنّي لا أطيق الجلوس في ملعب حالياً". وأبلغ مورينيو شبكة سكاي اليوم الأحد أنه "ليس واثقاً من قبول سليمان للدعوة". وفي مقابلة مع صحيفة "غارديان"، قال سليمان "ما حدث جعلني خائفاً بالفعل. كل ما أريده هو العدل لا أكثر ولا أقل". وتابع: "بدنياً لم أصب بأذى كبير لكني تعرضت لجرح نفسي بالغ. لقد أثر هذا الحادث بشدة على حياتي. لا أستطيع ركوب المترو. أشعر بخوف شديد". واستطرد: "لا أستطيع أن أتخيّل أن يحرم شخص من ركوب المترو لأنه أسود. هذا ما أرادوه". وأمس اتصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بسليمان، معرباً عن دعمه الكامل له بعد يوم من اعتذار النادي الإنكليزي منه وبيان إدانة أصدره الاتحاد الإنكليزي. وفي هذه الأثناء، تنظر الشرطة البريطانية في فيديو جديد رصدته كاميرا مراقبة في محطة سانت بانكراس في لندن لأشخاص يعتقد أنهم من أنصار تشلسي ينشدون أغان عنصرية لدى عودتهم من حضور مباراة فريقهم في فرنسا في دوري أبطال أوروبا. والتقط الفيديو مساء الأربعاء أي بعد يوم من مباراة تشلسي وباريس سان جرمان. وطلبت الشرطة البريطانية من أي شخص لديه معلومات عن ذلك أن يزوّدها بها. وكان تشلسي منع حتى الآن خمسة مشجعيه من حضور مباريات في ستامبفورد بريدج بعد الحادث العنصري الأول.