وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى باريس مساء أمس، في زيارة عمل يجري خلالها محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ ورجال الأعمال، ويتوقع أن تتناول العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة وعملية السلام. ويرافق الأسد في الزيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة الدكتورة بثينة شعبان. وهذه الزيارة الثانية للرئيس السوري لباريس بعد مشاركته في قمة «عملية برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط» وزيارتي ساركوزي لدمشق. ويتضمن برنامج الزيارة إفطار عمل بدعوة من رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه ثم زيارة قصر الإليزيه للقاء الرئيس ساركوزي وتناول مأدبة غداء، كما سيتلقي الأسد نحو 15 من رؤوساء تحرير الصحف والباحثين الفرنسيين، إضافة إلى مأدبة عشاء مع مسؤولي كبريات الشركات الفرنسية. وقالت مصادر فرنسية ل «الحياة» أمس إن المحادثات «ستتناول العلاقات الثنائية والأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك عملية السلام والأوضاع في العراق ولبنان والعلاقة مع إيران»، مشيرة إلى أن ساركوزي لايزال يسعى إلى عقد قمة ل «الاتحاد من أجل المتوسط» مطلع العام المقبل يكون هدفها التركيز على عملية السلام، خصوصاً ما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية، بمشاركة الدول التي شاركت في قمة باريس العام الماضي. وفي وقت يتحدث مسؤولون إسرائيليون عن استئناف مفاوضات السلام مع سورية «من دون شروط مسبقة» وبعيداً من الدور التركي، فإن الجانب السوري يرى أن مطالبته باستعادة كامل الجولان المحتل ليست شروطاً مسبقة «بل هي مطالبة بالحقوق الوطنية السورية»، وان «استعادة الأرض أمر غير قابل للتفاوض». وتتمسك دمشق أيضاً بالوساطة التركية التي جدد الأسد الأسبوع الماضي «الثقة» بها، خلال لقائه الرئيس التركي عبدالله غُل على هامش القمة الإسلامية الاقتصادية في اسطنبول. وكان لافتاً أن ساركوزي أكد في تصريحات نقلتها أمس «الوكالة السورية للانباء» (سانا) دعمه الدور التركي. ويتوقع أن تعطي زيارة الأسد باريس دفعاً للعلاقات الثنائية التي شهدت «قفزة نوعية» منذ زيارة الرئيس السوري العام الماضي، تمثل بتبادل الزيارات بين الوزراء المسؤولين عن الشؤون السياسية والاقتصادية وافتتاح مكتب ل «الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي» في دمشق بحسب السفير الفرنسي في دمشق اريك شوفاليه. وعلم أن وزيرة الاقتصاد كريستين لارغارد ستزور دمشق قريباً تمهيداً لزيارة رئيس الوزراء فرانسوا فيون. وقالت المصادر الفرنسية ان باريس «تتفهم» قرار دمشق درس اتفاق الشراكة مع أوروبا باعتباره قراراً سيادياً، إذ قرر الجانب السوري إجراء «مزيد من الدراسات المكثفة» على اتفاق الشراكة «ليلبي المصالح الوطنية السورية».