كشفت مصادر فلسطينية موثوقة ل «الحياة» أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لديه تحفظات عن الورقة المصرية التي طرحت تشكيل لجنة من الفصائل تحت «مظلته» تكلف الإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية المتزامنة والإشراف على إعادة إعمار قطاع غزة. وأكدت أنه طلب من القاهرة إجراء تعديلات على نصها، بحيث لا تتجاهل منظمة التحرير. وأشارت إلى أن لديه ملاحظات على الورقة التي سلمت إليه في مطار القاهرة قبيل مغادرته الخميس الماضي عقب إنهاء محادثاته مع الرئيس حسني مبارك، مشيرة إلى أنه يريد إجراء تعديلات على الاقتراحات التي تضمنتها الورقة قبل طرحها في جلسة الحوار المقبلة في السادس والعشرين من الشهر الجاري. وفي هذا السياق، سلّم السفير الفلسطيني لدى القاهرة نبيل عمرو رسالة من عباس أمس إلى الطاقم الأمني المساعد لرئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان، خلال اجتماع عقده مع كل من وكيل الاستخبارات اللواء عمر قناوي واللواء محمد إبراهيم. وقال عمرو ل «الحياة» إن الرسالة تتناول موقف القيادة الفلسطينية من اقتراح مصر الذي يتضمن مجموعة من الأفكار بهدف تجاوز العقبات التي قد تحول دون إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني. وأوضح أنه سينقل إلى عباس «شرح مصر هذه الافكار التي تهدف في النهاية إلى إنجاح الحوار». ولفتت المصادر إلى أن عباس لديه «مآخذ» على عبارة «تشكيل لجنة من الفصائل الفلسطينية تحت مظلة عباس»، لأن «كلمة مظلة تبدو وكأنها مجرد عنوان أو رمز يستخدم»، موضحة أنه «يفضل كلمة مرجعية بدلا منها». وأضافت أنه «يرى أن المقترحات لا تتناول منظمة التحرير وحكومة رام الله ولا تمنحهما الدعم المتوقع والمفترض، رغم أنهما عنوان الشرعية المعترف بهما من المجتمع الدولي». وكشفت ل «الحياة» عزم الرئيس الفلسطيني على إرسال مبعوث أو مبعوثين من وفد حركة «فتح» للبحث في المقترح المصري وإجراء التعديلات اللازمة التي تتوافق مع موقف الحركة، مرجحة أن يكلف رئيس الكتلة البرلمانية للحركة عزام الأحمد بذلك. وأشارت إلى أن عباس أبلغ المصريين بأنه «يفضل إشراك الفصائل في جلسات الحوار، وأنه لا لزوم للحوار الثنائي» بين «فتح» و «حماس»، لأنه «يعزز مكانة حماس ويضعها على المستوى نفسه». ورجحت المصادر أن تدعو مصر مبعوثين من وفد «حماس» لقراءة الورقة ودراسة ملاحظات الحركة عليها، «بالتوازي مع وصول مبعوث فتح لتكون هناك قراءة مشتركة للورقة تمكن من التوصل إلى توافق مبدئي عليها قبيل طرحها رسمياً في جلسة الحوار المقبلة لتكون جلسة حاسمة». ونقلت عن مسؤول مصري أن اقتراح القاهرة «يهدف إلى حل إشكالية الحكومة حتى لا يظل الحوار يراوح مكانه في طريق مسدود، ولذلك فإن هذا الاقتراح ليست له علاقة بقضية المنظمة أو بأي ملف آخر، وهو مقتصر فقط على قضية الحكومة التي يكفي التوصل إلى حل في شأنها لإنجاح الحوار وتحقق الأهداف المرجوة منه، وهي كسر الحصار وتشغيل المعابر لإعادة اعمار غزة والإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية». وأوضحت أن عباس «أرجأ تشكيل حكومة بناء على رغبة المصريين، خشية أن يُفهم أن هذه الخطوة موجهة ضد الحوار». وأكد أن «المصريين لم يعارضوا تشكيل حكومة جديدة في رام الله، لذلك فإن الرئيس سيقوم بتعديل وزاري كبير على حكومة سلام فياض قبيل توجهه إلى واشنطن في الأسبوع الاخير من الشهر الجاري». وتوقعت أن يشمل التعديل «الحقائب السيادية، وعلى رأسها الخارجية والاقتصاد والاعلام». ورجحت أن تدعو مصر فياض لزيارة رسمية خلال اليومين المقبلين لتأكيد دعمها له، بناء على طلب من القيادة الفلسطينية.