شدّد مثقفون ومفكرون في محافظتي الأحساء والقطيف على أهمية «التضامن الوطني» في ظل الظروف التي تمرّ بها السعودية، مؤكدين أن «الوطن قضية محسومة لا يمكن المساومة عليها بأي شكل من الأشكال». وتحدث عدد منهم إلى «الحياة» حول موقف المواطنين الشيعة من الأحداث الحالية، إذ قال الكاتب نجيب الخنيزي: «نؤكد وقوفنا خلف القيادة السياسية، وهناك مبدأ أساسي يتمثل في الحفاظ والتمسك بوحدة تراب الوطن في وجه أي عدوان، وتحت أي شعار أو عنوان، وعلى هذا الصعيد نؤكد وقوفنا خلف القيادة السياسية في كل ما تقوم به من إجراءات متعددة ومختلفة، بما فيها العسكرية لتأمين حدود الوطن من أي تدخل أو عدوان خارجي». واعتبر ذلك قضية وطنية محسومة بالنسبة للقطاعات الأساسية في المجتمع المحلي، «وأنا على قناعة بأن هذا الرأي يمثل الغالبية الساحقة من المواطنين الشيعة». وقال المفكر محمد المحفوظ: «كمواطنين سعوديين نقف مع وطننا في هذه الظروف، ونتطلع إلى الله عز وجل بأن يخرجنا من هذا التحدي بانتصار واقتدار». وأضاف: «الأوطان لا تحمى إلا بالتعايش السلمي بين أهلها وأبنائها»، مؤكداً أن «التوسل بالوسائل العنفية لنيل الحقوق أو لتعزيز المكاسب، يضر بالقضية الأساسية نفسها». وتابع: «نحن ضد أي اعتداء أو عدوان على وطننا، ونقف صفاً واحداً مع بقية المواطنين في رفض التهديدات التي تستهدف أمن واستقرار الوطن والمواطنين». بدوره، أكد الشيخ منصور السلمان، أن أبناء الوطن هم «جنود مخلصون لحماية البلاد من أي اعتداء»، وقال إن وطننا من شماله إلى جنوبه، ومن أقصى الشرق إلى أطراف الغرب هو وحدة واحدة ولن نقبل من كائن من كان أن يحدث أي تغيير في جغرافيته. وأضاف: «لا شك في أن أبناء الوطن هم جنود لحماتيه والدفاع عنه مهما تطلب من بذل، والجنود الأشاوس قادرون على صد أي هجوم عليه، والله يحفظ هذا الوطن من كل اعتداء». فيما أكد الدكتور توفيق السيف، أن هناك «إجماعاً على عدم السماح لكائن من كان بالتعرض للسيادة والوطن»، مضيفاً أن «سيادة الوطن وكرامته وسياسته هي أمور محرمة ومقدسة لدى كل السعوديين ولا يسمح لأحد بالبعث بها». وأكد أنه «ينبغي علينا كمواطنين سعوديين الاهتمام بالمشكلات التي حولنا والتي تؤثر فينا، فالحرب الطاحنة في اليمن لم تبدأ أمس، بل قبل نحو أربع سنوات، ونحن بحاجة إلى التفكير ملياً في المشكلات التي تحيط بنا، ووضع استراتيجية للحفاظ على أمننا القومي، وسلامة بلدنا من أي اعتداء». وذكر أن «ما يحدث في اليمن أو الصومال، وما حدث سابقاً في أفغانستان، ربما يؤثر في استقرار وطننا، وربما نتأثر بها، فالمملكة دولة كبيرة، ولها حضور كبير في العالم الإسلامي، ومن هنا لا بد أن يكون لها دور كبير في معالجة مثل هذه المشكلات، خصوصاً ما يؤثر في سلامة واستقرار وطننا»، مضيفاً: «لا يوجد فرق بين سعودي وآخر في رفض أي تدخل أو عدوان أو محاولة جر المملكة إلى فتن وخلافات مختلفة».