جدد وزراء خارجية دول المجلس، في اجتماع عقدوه في قطر أمس، تضامن دولهم مع السعودية في مواجهة الاعتداءات والتجاوزات التي قام بها المتسللون (الحوثيون) الى أراضيها في انتهاك للحدود وتجاوز للقانون. ورد وزير الدولة العماني رئيس الاجتماع الخليجي يوسف بن علوي بصورة غير مباشرة على وزير خارجية ايران منوشهر متقي التي حذر فيها دول الجوار من «التدخل» في شؤون اليمن، قائلاً «إننا نستنكر اي تعديات على الحدود المشتركة بين دول المجلس وجيرانها». وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبد الرحمن العطية أن الوزراء شددوا على ان «أي مس بأمن السعودية واستقرارها مس بأمن واستقرار دول المجلس كافة». واشار الى أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اعرب في الاجتماع عن شكر السعودية وتقديرها لتضامن دول المجلس معها ما يعكس روح الأخوة ووحدة المصير». وقال أن الوزير السعودي أحاط المجلس بما حدث «وطمأن الدول الاعضاء بأن الموضوع تم التعامل معه وانتهى». وعبر الاجتماع الوزاري عن دعمه لوحدة اليمن واستقراره ورفض التدخل في شؤونه باعتبار أن ما يحدث في اليمن شأن داخلي تعود مسؤولية حله الى الحكومة اليمنية. وسألت»الحياة» وزير الدولة العُماني عن أبعاد الموقف الخليجي ورأيه في تصريح متقي، فقال «إننا نستنكر اي تعديات على الحدود المشتركة بين دول المجلس وجيرانها»، واضاف «أن التعدي على الحدود السعودية مع اليمن جاء من مجموعة خارجة على القانون وإن خروج هذه الجماعات بقصد الأذى الى حدود السعودية لا بد أن يقابل بشدة». ورأى أن تضامن دول مجلس التعاون والدول العربية والاسلامية أمر واجب، وشدد على «أننا في سلطنة عمان وفي دول مجلس التعاون سنكون دائما على استعداد ليس للتضامن، فقط مع السعودية، وانما على استعداد للاصطفاف معها في مواجهة اي مخاطر أو اي عدوان». وشدد على أنه بين دول المجلس واليمن «صلات وتعاون وميثاق. ونعتبر أن أمن اليمن هو أمننا والتنسيق مستمر»، وأكد أن دول مجلس التعاون تدعم اليمن قبل الأحداث وأثناءها وبعدها. وتحدث عن حرص المجلس على ابقاء القضايا اليمنية الداخلية لليمنيين، وقال «أن دعمنا لليمن لا يعتبر تدخلاً فهو يصب في مصلحة اليمن ويدعو للاستقرار والتنمية والتطور ويدعم الاقتصاد (اليمني) وسنستمر في هذا العمل». ودعا بن علوي ايران الى عدم التدخل في الشأن اليمني و «أن تترك القضايا الخلافية لأهل اليمن فهم أقدر على ايجاد الطريق الصحيح لحلها». وفي صنعاء أثارت تصريحات متقي الأخيرة بشأن الحرب في شمال اليمن امتعاضا واسعا واعتبرت تدخلاً سافراً في الشأن اليمني الداخلي، في وقت كانت الأوساط اليمنية تنتظر اعتذاراً رسمياً من طهران عما تردد عن دعم مرجعيات دينية للتمرد المسلح على يدي جماعة الحوثي في صعدة. وكان متقي قال «ان طهران تسعى للحفاظ علي وحدة الاراضي اليمنية والوحدة الوطنية من خلال حل المشاكل الثلاث التي تواجه الحكومة اليمنية وهي ظاهرة التطرف والارهاب التي ينتهجها تنظيم القاعدة، والحركات الانفصالية، والتطورات التي تربط الحكومة مع الطائفة الشيعية». وأعرب عن اعتقاده بامكان معالجة هذه المشاكل من خلال «الحلول الصحيحة»، وإعادة النظر في علاقة الحكومة اليمنية مع الشرائح الاجتماعية بمن فيهم «الشيعة».